حدائق اللغات والعلوم الإنسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حدائق اللغات والعلوم الإنسانية

منتدى تعليمي أدبي تربوي تثقيفي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 02

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بن الحاج

مصطفى بن الحاج


عدد الرسائل : 6067
العمر : 60
المنطقة : السوقر ولاية تيارت
المهنة /مكان العمل : أستاذ اللغة العربية و آدابها/ثانوية قاديري خالد
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 02 Empty
مُساهمةموضوع: ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 02   ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 02 I_icon_minitimeالسبت 16 يناير 2010 - 14:42

- الشعر الحر غير الموزون:


يمكننا أن نبحث طويلاً عن قواعد خفية تتحكم في الشعر الحر غير الموزون، ولكننا لن نجد شيئاً يخصه، ولغة سواكنه ومتحركاته تندرج بصفة جلية في لغة السواكن والمتحركات الخاصة بالنثر.
وإنما الذي يميّزه عن النثر وعن الشعر النثري (مثل الذي كتبه جبران)، فهو تجزيء القصيدة إلى وحدات خطية هي الأبيات المكتوبة على السطر.
وإذا كان الشعر النثري أو النثر الشعري، يتنفس مثلما يتنفس النثر أي إن إيقاعه مرتبط بإيقاع الجملة ومكوناتها، فإن الشعر الحر يتنفس مثل الشعر العمودي وذلك بسبب تجزيء القصيدة إلى أبيات.
وانطلاقاً من هذا فإنه يُمكن أن نعطي هذا التعريف الذي سيظهر للكثير أنه من باب تحصيل الحاصل:
(القصيدة الحرة هي نص أدبي مجزأ إلى وحدات هي الأبيات)
هذه الوحدات المكتوبة على سطر واحد يمكننا أن نسمّيها: (أبياتاً خطيّة).


وسيتسائل القارئ الكريم: أين الشعر الحقيقي؟ أين الأفكار الجميلة؟ أين الصور الخلاّبة؟ أين موسيقى الألفاظ؟
إن الفكر والعاطفة والخيال وجرس الكلمات هي المكونات الحقيقة للشعر العميق الصادق، ولكن هذه العناصر لا تخضع، مع الأسف، لمقاييس يمكن الإتفاق عليها.. ولذا فإننا نكتفي هنا بالعلامات الصورية التي تميّز الشعر من النثر، والعلامة الشكلية الوحيدة التي تميّز الشعر الحر غير الموزون من النثر هي تجزيئ القصيدة إلى أبيات خطية.


4- شعر التفعيلة:


النمط الآخر من الشعر الحر، الذي سميناه بشعر التفعيلة، هو انتاج أدبي موزون وقد يظن الكثير من القرّاء أنه لا يخضع إلى أي قيد من القيود، وأنه شبيه بالنثر، ولكن هذا غير صحيح، فلنتأمل على سبيل المثال هذا البيت لسميح القاسم:
(غنّيتُ مُرتجلاً على هذي الربابة ألف عام) < 1 >

لنفرض أننا استبدلنا كلمة "هذي" بـ"هذه". البيت يُصبح:
(غنّيتُ مُرتجلاً على هذه الربابة ألف عام) < 2 >

وإذا تناسينا كلمة "مرتجلاً" فبيتنا يصبح:
(غنّيتُ _ على هذي الربابة ألف عام) < 3 >

مَن كانت له أذن موسيقية يشعر بأن البيت الأول موزون.
أما البيتان < 2 > و< 3 > فإنهما يشكوان من خلل في الوزن.

ولمزيد من الإيضاح نأخذ السواكن والمتحركات لكل من هذه الأبيات، فنحصل في الحالة الأولى على:

(OO II OI II) (OII OI OI) (OII OI II) (OII OI OI)
مُسْـتـَفـْ ـعِلَن ْ مُـتـَ ـفا عِلَن ْ مُسْـ ـتـَفـْ ـعِلَن ْ مُتـَ ـفا عِلَ انْ

مستفعلن متفاعلن مستفعلن متفاعلان، وهو وزن يحق أن ننسبه إلى مجزوء الكامل.

أما في الحالة < 2 > فإن الوزن:
(OO II OI II) (OII OII OI) (OII OI II) (OII OI OI)
مُسْـتـَفـْ ـعِلَن ْ مُـتـَ ـفا عِلَن ْ ................. مُتـَ ـفا عِلَ اْنْ

يشكو من عيب في التفعيلة الثالثة، التي تحوي على حرف زائد. وكذلك الشأن بالنسبة للحالة < 3 > :
غنيت على / هذي الربا / بة ألف عام

"عند التقطيع الحرف المشدد - الذي عليه علامة شدة - يصبح حرفين الأول ساكن والثاني متحرك،
الألف واللام الشمسية تحذف عند التقطيع، وكلا الأمرين يعود لتمييز الأذن لصوت كل حرف"

غـَنـْنـَيْـ ـتُ عَلَى / هَـاْ ذِيْ رَبَـا / بَة ِ أَلـْ ـفُ عـ ـام /
(OO II OI II) (OII OI OI) (OI II OI OI)
.................... مُسْ ـتَفـْ ـعِلَن ْ مُتَـ ـفَاْ عِلَ اْن ْ
.................... مستفعلن متفاعلان

فالتفعيلة الأولى تحمل حرفاً زائداً.

وعندما نتكلم عن العيوب في الوزن (النقاد في المجلات يشتكون كثيراً منها عند الناشئة) فهذا يعني أن وزن شعر التفعيلة يخضع إلى قواعد.
ودراستنا الآتية تهدف إلى وضع هذي القواعد من خلال الشعر الحر الذي أُلّف حتى الآن، وعندما سنتكلم عن الشعر الحر، فإننا نقصد به شعر التفعيلة فقط.
ولا يفوتني أن أذكر بأن شعر التفعيلة اتجاه خاص بالعربية.
فالشعر العمودي قد يُشبه ما يقابله في اللغات الأخرى، والشعر غير الموزون قد يُشبه إلى حد كبير الشعر الحر الغربي، ولكن شعر التفعيلة هو اختيار ثالث بين هذا وذاك نهجه شعراء العربية، وهو عبارة عن طموحهم إلى الجديد، وصورة لتعلقهم بالماضي.


5- البيت في شعر التفعيلة



لو نظرنا من جديد إلى قصيدة سميح القاسم (الموت يشتهيني فتياً) لرأينا أنها تحتوي أحياناً على تفعيلة واحدة، وأحياناً على تفعيلتين وأحياناً على ثلاث تفعيلات، وفي بعض الحالات نرى البيت ينتهي بجزء من تفعيلة تمتد إلى البيت المجاور مثل:

وجدارٌ بعدهُ يهْوي،
وينهارُ جدارْ

(OI) (OI OII OI) (OI OIII)
(OOI II) (OI OII)

فـَعِلَـاْـ تـُن ْ فـَـا عِلَـاْـ تـُن ْ فـَا
عِلَـاْـ تـُن ْ فـَعِـلَـاْـ ت ْ

فعلاتن فاعلاتن فا
علاتن فعلات

وهذا يعني أن البيت المكتوب على السطر والذي سميناه (البيت الخطي)، ليس وحدة صوتية هي مستوى من مستويات العروض.
ففي الشعر العمودي هناك تطابق بين البيت الخطّي والبيت الصوتي الذي تظهر حدوده جليّة لأنه:
1- مكوّن من عدد ثابت من التفاعيل.
2- مختوم بالقافية.
3- منته في كثير من الأحيان بتفعيلات خاصة هي التفعيلات المعتلة.


ويمكننا أن نبحث طويلاً عن وحدة يمكن أن نسمّيها (البيت الصوتي) ولكننا لن نجد هذا المفهوم، ذلك وكأن الهدف من الشعر الحر هو تحطيم حدود البيت، بل مفهوم البيت نفسه، كي تكون العلاقة مباشرة بين التفعيلة والبيت.
[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 02
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حدائق اللغات والعلوم الإنسانية :: منتديات اللغة العربية و آدابها :: منتدى البلاغــــة والعروض-
انتقل الى: