حدائق اللغات والعلوم الإنسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حدائق اللغات والعلوم الإنسانية

منتدى تعليمي أدبي تربوي تثقيفي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 04

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بن الحاج

مصطفى بن الحاج


عدد الرسائل : 6067
العمر : 60
المنطقة : السوقر ولاية تيارت
المهنة /مكان العمل : أستاذ اللغة العربية و آدابها/ثانوية قاديري خالد
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 04 Empty
مُساهمةموضوع: ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 04   ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 04 I_icon_minitimeالسبت 16 يناير 2010 - 14:49


مفهوم البحر في الشعر الحر

قد رأينا فيما سبق أن البيت هو الوحدة الأساسية في الشعر العمودي، ولاحظنا أن كل الأبيات متكافئة عروضياً في القصيدة الواحدة، وهذا التكافؤ قاد العروضيين إلى تحديد نماذج القصائد بواسطة وزن البيت.
وتشابه أوزان بعض الأبيات جعل العروضيين يجمعونها في بحور، وبصفة عكسية، فإننا جزأنا البحور إلى أنواع، فالطويل ثلاثة أنواع والمديد ستة إلخ...

ولكن في الشعر الحر:

1- لا يمكننا أن نحدد القصيدة بواسطة وزن البيت.
2- ولا يمكننا أن نعرف أصنافاً داخلية ضمن كل بحر.
فالبحر هنا لا يمكن أن يكون معرفاً إلا بواسطة التفعيلة. وبما أن هذه التفعيلة تأخذ أشكالاً مختلفة فإنه من اللازم علينا أن نحدد هذه الأشكال في لب البيت أو في آخره، وذلك من خلال القصائد التي ألّفها الشعراء.



- الوافر في الشعر الحر


1- الوافر في الشعر الحر مبني على التفعيلة مفاعلتن.
2- تأتي تفعيلة الوافر على أحد الشكلين: مفاعلتن، مفاعيلن. وأحياناً نراها تأخذ الشكل مفاعيل.
3- في آخر البيت قد يُضاف ساكن إلى نهاية التفعيلة مثل:

وكل جميلة في الأرض
تقبّلني. (محمود درويش)

مفاعلتن مفاعيلان
مفاعلتن

4- دراسة مثال:
كـ مثال للوافر في الشعر الحر نورد هذه الأبيات من قصيدة لمحمود درويش: ((أهديها غزالاً)) :

وشاح المغرب الورديّ فوق ظفائر الحلوه
وحبة برتقال كانت الشمس.
تحاول كفُّها البيضاء أن تصطادها عنوه
وتصرخ بي، وكل صراخها همس:
أخي! يا سُلَّمي العالي!
أريد الشمس بالقوَّه!
... وفي ليل رمادي، رأيت الكوكب الفضيَّ
ينقط ضوءه العسليّ فوق نوافذ البيتِ
وقالت، وهي حين تقول، تدفعني إلى الصمت:
تعال غداً لنزرعه... مكان الشوك في الأرض

نكتب مباشرة وزن هذه الأبيات بالتفاعيل فنحصل على ما يلي:

مفاعيلن مفاعيلن مفاعلتن مفاعيلن
مفاعلتن مفاعلتن مفاعيلن
مفاعلتن مفاعيلن مفاعيلن
مفاعلتن مفاعلتن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مـ
ــفاعلتن مفاعيلن مفاعلتن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعلتن مفاعيلن مفاعيلن
مفاعلتن مفاعلتن مفاعيلن مفاعيلن

نرى من خلال هذا المثال أن التفعيلة جاءت هلى أحد الشكلين الشائعين: مفاعلتن، مفاعيلن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- الكامل في الشعر الحر

1- الكامل مبني في القصيدة الحرة على التفعيلة: متفاعلن.
2- ترد تفعيلة الكامل على أحد الشكلين: متفاعلن، مستفعلن، ونادراً ما نراها على شكل مفاعلن بحذف متحرك من السبب الثقيل.
3- في آخر البيت:
- قد يُضاف ساكن إلى نهاية التفعيلة.
- وقد يُضاف سبب خفيف
- وقد يُحذف الوتد من آخر التفعيلة.

4- دراسة أمثلة:
(أ) لسميح القاسم هذه القصيدة من الكامل ((ثورة مغني الربابة)) :

غنّيت مرتجلاً على هذي الربابة، ألف عام!
مذ أسرَجت فرسي قريش،
وقال قائدنا الهمام:
اليوم يومكمُ! فقوموا واتبعوني،
أيها العرب الكرامْ
اليوم يومكمُ..
وصاح: إلى الأمام.. إلى الأمام!
مستفعلن متفاعلن مستفعلن متفاعلان
مستفعلن متفاعلن مـ
ــتفاعلن متفاعلان
مستفعلن متفاعلان مستفعلن مسـ
ــتفعلن متفاعلان
مستفعلن متفا
علن متفاعلن متفاعلان

نرى أن التفعيلة الأساسية جاءت على أحد الشكلين الشائعين: متفاعلن، مستفعلن. وفي آخر البيت نلاحظ أنه أُضيف أحياناً ساكن فأصبحت متفاعلن (OII OI II)، متفاعلان (OO II OI II).

(ب) في نفس القصيدة نجد هذا البيت:
وبنيت جامعة ً ومكتبة ً ونسَّقت الحدائق
متفاعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلاتن

ونرى أن الشاعر أضاف إلى (مستفعلن) في نهاية البيت سبباً خفيفاً فأصبحت (مستفعلاتن).
(ج) ويقول محمود درويش في قصيدة (الحزن والغصب) :

الصوت في شفتيك لا يطربْ
والنار في رئتيك لا تغلبْ
وأبو أبيك على حذاء مهاجر ٍ يصلبْ
وشفاهها تعطي سواك، مفاعلن فعلن*
فعلام لا تغضبْ

مستفعلن متفاعلن فعلن
مستفعلن متفاعلن فعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن فعلن
متفاعلن مستفعلن متفاعلن فعلن
متفاعلن فعلن

ونرى أن التفاعيل في نهاية البيت قد حذف منها الوتد فآلت (متفاعلن) إلى (متفا) بحذف الوتد وإسكان الثاني ونقلناها إلى (فعلن) وهذا التغيير علة معروفة نجدها في الكامل الخامس.

وشفاهها تعطي سواك، مفاعلن فعلن*:

البيت الأصلي ليس هكذا، إنما أكلمتُ البيت بـ مفاعلن فعلن* ليكتمل نغمه، أما تعديل الكلمات الأصلية من القصيدة بما يُماثلها من التحريك والتسكين فقد قمت بذلك إتباعاً بقيود المنتدى فيما يخص بعض الكلمات الخادشة للحياء والذوق العام ويبقى الهدف من هذه القصيدة وغيرها هنا لمعرفة الأوزان لا معاني الكلمات فيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- الهزج في الشعر الحر

1- الهزج مبني على التفعيلة: مفاعيلن.
2- تأخذ تفعيلة الهزج أحد الأشكال:
مفاعيلن، مفاعيل، مفاعلن
والشكل الثالث أقل شيوعاً من الآخرين.
3- بإمكان الشاعر أن يُضيف ساكناً في نهاية البيت أو يحذف سبباً كما هو وارد في الشعر العمودي.
4- أمثلة:
الهزج بحر هجره أصحاب الشعر الحر وفضلوا عليه الوافر، وذلك لأن الفرق بين البحرين يكمن في التفعيلة مفاعلتن التي تميّز بينهما فإن وردت ولو مرة واحدة في القصيدة فالوزن هو الوافر. ولم يحرم الشعراء أنفسهم من هذه التفعيلة فجاءت كل قصائدهم من الوافر.
ومن الأمثلة القليلة لهذا البحر نذكر قصيدة يوسف الخال التي عنوانها ((الحوار الأزلي)) :

عبيد نحن للماضي، عبيد نحنُ
للآتي، عبيد نرضع الذل
من المهد إلى اللحد. خطايانا
يد الأيام لم تصنع خطايانا
خطايانا صنعناها بأيدينا،
لعل الشمس لم تشرق لـِتـُحـْيـِـيْـنـَا

مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مـ
ــفاعيلن مفاعيلن مفاعيل
مفاعيلن مفاعيل مفاعيل
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن

وفي هذه القصيدة ظهرت (مفاعيلن) بنسبة 54% و(مفاعيل) بنسبة 43%، أما مفاعلن فنسبة ظهورها لم تزد على 3%.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5- الرجز في الشعر الحر

1- الرجز مبني على التفعيلة: مستفعلن.
2- تأخذ تفعيلة الرجز أحد الأشكال:
مستفعلن، مفاعلن، مفتعلن، فعلتن
وذلك بورودها سالمة أو بعد حذف الثاني أو الرابع أو الاثنين معاً.
3- في نهاية البيت قد تدخل على التفعيلة العلل الآتية:
- إضافة ساكن في آخرها فتؤول إلى مستفعلان أو ما يوازيها،
- إضافة سبب خفيف في آخرها فتصير مستفعلاتن أو ما يوازيها،
- حذف الوتد فتصير فعلن أو فعل بعد حذف الثاني.
- قطع الوتد فتصير مفعولن أو فعولن بعد حذف الثاني.

وربما لاحظ القارئ أن إضافة السبب في آخر التفعيلة وحذف الوتد علتان لا تَرِدان في الرجز العمودي، وإنما في الكامل. ولكن الشعراء أباحوا لأنفسهم هذه التغييرات، وذلك ربما للشبه الواقع بين الرجز والكامل وسنورد أمثلة عن هذه العلل.

4- أمثلة:
من قصيدة يوسف الخال ((البئر المهجورة)) نورد هذه الأبيات:

عرفت إبراهيم، جاريَ العزيزَ، من زمان.
عرفته بئراً يفيض ماؤها
وسائر البشر
تمر لا تشرب منها، لا ولا
ترمي بها، ترمي بها حجر
لو كان لي،
لو كان أن أموت أن أعيش من جديد،
أتبسط السماء وجهها، فلا
تمزق العقبان في الفلاة
قوافل الضحايا؟

مفاعلن مستفعلن مفاعلن مفاعلاتن
مفاعلن مستفعلن مفاعلن
مفاعلن فعل
مفاعلن مفاعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن فعل
مستفعلن
مستفعلن مفاعلن مفاعلن فعولن
مفاعلن مفاعلن مفاعلن
مفاعلن مستفعلن فعولن
مفاعلن فعولن

نرى أن الشاعر استعمل في البيت (مستفعلن) الصحيحة و(مفاعلن) المحذوفة الثاني ولم يستعمل (مفتعلن) المحذوفة الرابع... وهذا إتجاه خاص بالشاعر، فمن الشعراء من يفضل (مفاعلن) ومنهم من يميل إلى استعمال (مفتعلن) ومنهم من يستعملهما على حد سواء.
أما فعلتن المحذوفة الثاني والرابع فهي نادرة الاستعمال.
في آخر البيت نرى الشاعر يستعمل الشكل المرفل (مفاعلاتن) أي أنه أضاف سبباً في نهاية التفعيلة، أو الشكل المقطوع (فعولن) الذي يوازي مفعولن أو الشكل المحذوف الوتد (فعل) وهو يوازي (فعلن).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما يجب أن تراجعه حول الشعر الحر الجزء 04
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حدائق اللغات والعلوم الإنسانية :: منتديات اللغة العربية و آدابها :: منتدى البلاغــــة والعروض-
انتقل الى: