حدائق اللغات والعلوم الإنسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حدائق اللغات والعلوم الإنسانية

منتدى تعليمي أدبي تربوي تثقيفي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الموجز المفيد في علوم البلاغة -01 :التشبيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بن الحاج

مصطفى بن الحاج


عدد الرسائل : 6067
العمر : 60
المنطقة : السوقر ولاية تيارت
المهنة /مكان العمل : أستاذ اللغة العربية و آدابها/ثانوية قاديري خالد
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

الموجز المفيد في علوم البلاغة -01 :التشبيه Empty
مُساهمةموضوع: الموجز المفيد في علوم البلاغة -01 :التشبيه   الموجز المفيد في علوم البلاغة -01 :التشبيه I_icon_minitimeالسبت 16 يناير 2010 - 23:21

التشبيه


(1) أركانهُ

الأمثلة

(1) قال المَعَرِّى في الْمَديح:

وَزْتَ كيوانَ فِى عُلُوّ المكان [1]


أَنْتَ كالشَّمْس في الضِّياءِ وإِن جا

(2) وقال آخرُ:

أَنْتَ كاللَّيْثِ في الشَّجَاعةِ والإقْدام وَالسَّيْفِ في قِراعِ الخُطوب [2]

(3) وقال آخرُ:

ورقَّةٍ فِيها نَسِيمُ الصَّباحْ


كأَنَّ أَخْلاقَكَ فِي لُطْفِها

(4) وقال آخرُ:

وَقَدْ جَرَى ذَائِبُ اللُّجَيْن [3]

كأَنَّما الْماءُ فِي صفاءٍ


البحث:

في البيت الأَول عَرف الشاعِرُ أَن مَمْدُوحَه وَ ضِىءُ الوجه مُتَلألئُ الطلعة، فأَراد أن يأْتي له بمَثِيل تَقْوَى فيه الصفةُ، وهى الضياء والإشراق فلم يجد أقوى من الشمس، فضاهاه بها، ولبيان المضاهاة أتي بالكاف.

وفي البيت الثاني رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفَيْن، هما الشجاعة ومصارعة الشدائد، فَبحَث له عن نَظيرَيْن في كلٍّ منهما إِحدى هاتين الصفتين قويةً، فضاهاه بالأسدِ في الأولى، وبالسيف في الثانية، وبيَّن هذه المضاهاة بأَداة هي الكاف.

وفي البيت اِلثالث وجَد الشاعر أخلاق صَدِيقِه دمِثَةً لَطِيفَةً تَرتاح لها النفس، فَعملَ على أن يأْتي لها بنظير تَتَجَلَّى فيه هذه الصَّفة وتَقْوَى، فرأَى أن نسيم الصباح كذلك فَعَقَدَ المماثلة بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأن".

وفي البيت الرابع عَمِل الشاعِر على أَن يَجدَ مثيلاً للماء الصافي تَقْوَى فيه صِفَة الصفاء، فرأَى أَن الفضة الذائبةَ تَتجلَّى فيها هذه الصفةُ فماثل بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كان".

فأَنت ترى في كل بيت من الأبيات الأَربعة أَن شيئاً جُعِلَ مَثِيلَ شيء في صفة مشتركة بينهما، وأَن الذي دلّ على هذه المماثلة أَداة هي الكاف أَو كأَن، وهذا ما يُسَمَّى بالتشبيه، يقد رأَيتَ أَن لا بدَّ له من أَركان أَربعة: الشيء الذي يراد تشبيهه ويسمى المشبه، والشيءَ الذي يُشَبَّه به ويُسمَّى المشبه به، (وهذان يسميان طرفي التشبيه)، والصفةُ المشتركة بين الطرفين وتسمى وجه الشبه، ويجب أَن تكون هذه الصفة في المشَبَّه به أَقوى وأَشهَرَ منها في المشبَّه كما رأَيت في الأمثلة، ثم أداة التشبيه وهى الكاف وكأَن ونحوهما [4] .

ولا بد في كل تشبيه من وجود الطرفين، وقد يكون المشبه محذوفاً للعلم به ولكنه يُقَدَّرُ في الإِعراب، وهذا التقدير بمثابة وجوده كما إذا سُئِلت "كيف على"؟ فقلت: "كالزهرة الذابِلةِ" فإِن "كالزهرة" خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير هو الزهرة الذابلةُ، وقد يحذف وجه الشبه، وقدْ تحذف الأداة. كما سَيُبَين لك فيما بعد.


القواعـد

(1) التشْبيهُ:ْ بَيانُ أَنَّ شَيْئاً أَوْ أشْياءَ شارَكَتْ غيْرَها في صفةٍ أوْ أَكْثرَ، بأَداةٍ هِيَ الكاف أَوْ نحْوُها ملْفوظة أَوْ ملْحُوظةً.

(2) أَركانُ التَّشْبيهِ أرْبعة، هيَ: المُشَبَّهُ، والمشُبَّهُ بهِ، ويُسَمَّيان طَرَفَي التَّشبيهِ، وأَداةُ التَّشْبيهِ، وَوَجْهُ الشَّبَهِ، وَيَجبُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى وَأَظْهَرَ فِي الْمُشبَّهِ بهِ مِنْهُ فِي الْمُشَبَّهِ.



نَمُوذَج

قال الْمعَرَى:

ـن وإنْ كانَ أَسْوَدَ الطِّيْلَسان [5]


رُبَّ لَيْل كأَنَّه الصُّبْحُ في الْحُسـ



نِ وقَلْبِ الْمُحِبِّ فِي الخفقان [6]


وسهيْلٌ كَوجْنَةِ الْحِبِّ في اللَّوْ


وجه التشبه

الأداة


المشبه به

المشبه




الضمير في كأَنه العائد

الحسن


كأَن


الصبح


العائد على الليل

اللون والاحمرار


الكاف


وجنة الْحب


سهيل

الخفقان


الكاف "مقدرة"


قلب المحب


سهيل



تمرينات

(1)

بَيِّن أَركان التشبيه فيما يأتي:

ـسِ عُلُوًّا والْبدْر في الإِشراقِ [7]





(1) أَنْت كالبحْر في السَّماحةِ والشَّمْـ

كالطِيْفِ لِيْس لَهُ إِقامةْ





(2) العُمْرُ مِثْلُ الضَّيْفِ أَوْ

(3) كلام فلان كالشَّهْدِ في الحلاوة [8] .

(4) الناس كأَسْنان المُشْطِ في الاستواء.

(5) قال أَعرابي في رجل: ما رأَيتُ في التوقُّدِ نَظْرةً أَشْبَهَ بِلَهيب النارِ من نظْرته.

(6) وقال أَعرابي في وصف رجل: كانَ له عِلْمٌ لا يخالطه جَهْلٌ، وصِدْق لا يَشُوبه كَذِبٌ، وكان في الجُودِ كأَنهُ الوبْلُ عَنْد المحْلِ [9] .

(7) وقال آخر: جاءُوا علَى خَيل كأَنَّ أَعْناقَها في الشُّهرة أَعلام [10] ، وآذانَها في الدِّقَّةِ أَطرافُ أَقلام، وفرْسانها في الجُرْأَةِ أُسُودُ آجام [11] .

(8) أَقوالُ الملوك كالسيوف المواضي في القَطع والبتِّ [12] في الأُمور.

(9) قلبُه كالحجارة قَسْوةً وصلابةً.

(10) جبِينُ فلان كَصفْحةِ المِرْآة صفاءً وتلأْلؤًا.



(2)

كَوِّن تشبيهاتٍ من الأَطراف الآتية بحيث تختارُ مع كلِّ طَرفٍ ما يناسبه: العزيمة الصادقة، شجرة لا تُثْمر، نَغَمُ الأَوْتار، المطَرُ للأَرض. الحديث المُمْتِع، السيف القاطع، البخيِل، الحياة تدِبُّ في الأَجسام.

(3)

كوِّن تشبيهاتٍ بحيث يكون فيها كلٌّ مما يأْتي مُشبّهاً:

القِطار - الهرمُ الأَكبر - الكِتاب الحصِان

المصابيح - الصَّدِيق المُعلِّم - الدَّمع



(4)

اجْعل الكل واحد مما يأْتي مُشبَّهاً به:

بًحْر – أسَد - أُمُّ رؤُم [13] - نسيم عليل- مِرْآة صافية - حُلْم لذيذ



(5)

اِجعل كلَّ واحد مما يأْتي وجْهَ شَبَهٍ في تشبيهٍ من إنشائك، وعيِّن طَرفي التشبيه:

البياض – السواد – المرارة - الحلاوة – البُطءُ – السْرْعة - الصلابة



(6)

صف بإِيجاز سفينة في بحر مائج، وضمِّن وصفَك ثلاثة تشبيهات.



(7)

اشرح بإِيجاز قول المتنبي في المديح. وبيِّن جمال ما فيه من التشبيه:

يُهْدِى إلى عينَيْكَ نورًا ثاقياً [14]



كالبدْر من حيثُ التَفَتَّ رأَيْتَهُ

جودًا ويبعَث للبعيدِ سحائباً



كالبحْر يقْذِفُ للقَرِيبِ جواهِرًا

يغْشَى البلاد مشاَرقاً ومَغاربا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموجز المفيد في علوم البلاغة -01 :التشبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حدائق اللغات والعلوم الإنسانية :: منتديات اللغة العربية و آدابها :: منتدى البلاغــــة والعروض-
انتقل الى: