تجاهل العارف

تجاهل العارف
وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً ، مع أنه عالم أو هو أن يسأل عن أمر سؤال جاهل، وهو عارف به، وذلك لغاية كالمدح، نحو: "أمعنّ أنت أم حاتم؟".
أو الذمّ أوالتحقير، نحو قوله تعالى :" هل ندلّكم على رجل ينبئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد"(سورة سبأ آية 7) (كأنّهم لم يعرفوا منه إلاّ أنّه رجل ما
أو التعجّب، نحو قوله تعالى: " أ فسحر هذا أم أنتم لا تبصرون" (سورة الطور آية15) .
أو التوبيخ ، نحو : "أتضحك بملء فيك كأنّك لا تبالي بما حصل"، وغير ذلك.
ولتجاهل العارف أغراض من أبرزها :
(1) المبالغة في المدح أو في الذمّ:
* فمن المبالغة في المدح قول البحتري:
*أَلَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ؟ * أَمِ ابْتِسَامَتُهَابِالْمَنْظَرِ الضَّاحِي*
الضّاحِي: الظاهر البارز للشمس.
المدح في نحو :
بالله يا ظبيات الوادي قلن لنا ******* ليلاي منكن أم ليلى من البشر ؟
القاع: أرضٌ مستويةٌ مطمئنّة عمّا يحيطُ به من الجبال والآكام
وليلاه من البشر ولكنه تجاهل مبالغة في وصف رشاقتها .
والذم في نحو قول زهير :
وما إخال وسوف إخال أدري ******* أقوم آل حصن أم نساء .
فهم رجال ، ولكن أخلاقهم أخلاق نساء حتى يكاد الناظر في حالهم يحتار أرجال هم أم نساء .
(2) التوبيخ مع والرثاء
ومنه قول الخارجيّة "ليلى بنت طريف" ترثي أخاها الوليد:
*أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ مَالَكَ مُورِقاً؟ * كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
*فَتَىً لاَ يُريدُ الْعزَّ إلاَّ مِنَ التُّقَى * وَلاَ الرِّزْقَ إلاَّ مِنْ قَناً وسُيُوفِ
الخابور: اسمُ نَهْرٍ في ديار بني بكر.ولا ذنب لشجر الخابور ، والقائلة تعلم ذلك ، ولكنها تجاهلته مبالغة في رثاء فقيدها ، فكأنها تريد أن يشاركها حتى الشجر والحجر رثاءها لابن طريف .