...اشتقاق متطور لشبكات "Wi-fi" اللاسلكية،WiMax

WiMax



جاءت "Wi-Max" ألا وهي اشتقاق متطور لشبكات "Wi-fi" اللاسلكية، تقدم حلولاً ومنتجات قوية تناسب إرسال البيانات الضخمة والفيديو والصوت عبر تقنية الإنترنت، وبُدأ بتطوير "Wi-Max" منذ قرابة ( 10 ) أعوام على أنها أول تقنية راديو موجة واسعة ( wide-band radio ) بمعيار موحد عالمياً.

وبينما تعرف "Wi-fi" بأنها معيار ( 802.11 )، فإن معيار "Wi-Max" هو ( 802.16 ) وهي اختصار للعبارة "Worldwide Interoperability for Microwave Access".
تعد "Wi-Max" تقنية شبكات لاسلكية للمدن Wireless Metropolitan Area Network )) يمكنها ربط نقاط "Wi-fi" بالإنترنت وتأمين تمديد لخدمات الكابل وخط المشترك الرقمي ( DSL )، يمكن لهذه التقنية أن توسع مدى الاتصالات اللاسلكية من التغطية الحالية التي تقدمها تقنية "Wi-fi" اللاسلكية والتي لا تتجاوز ( 90 ) متر إلى حوالي ( 50 ) كيلومتر تقريباً.

لا بد هنا من الإشارة والتأكيد على هدف هذه التقنية، وهو تأمين الاتصال اللاسلكي بالموجة الواسعة لما يطلق عليه ''الميل الأخير" كبديل عن الكابل وخط المشترك الرقمي ( DSL )، وفي الحالة النموذجية تؤمن خلية "Wi-Max" تغطية نصف قطرها من ( 3 ) إلى ( 10 ) كيلومتر، مع تقديم ( 40 ) ميغابت بالثانية.

أما المستخدم النهائي، فسوف يجد في "Wi-Max" حلاً يتجاوز قيود خط المشترك الرقمي ( DSL ) التي تقتصر تغطيتها حالياً على دائرة قطرها ( 5 ) كم تقريباً، حيث ستتوفر خدمات ومنتجات "Wi-Max" لخدمة الاتصال بالإنترنت من الأجهزة الثابتة من كمبيوترات مكتبية، ويليها توفر منتجات "Wi-Max" الموجهة للأجهزة المحمولة والأجهزة الجوالة ( الهواتف الجوالة ) التي بدأت بالانتشار مطلع عام ( 2006 ).

ولتزويد الكمبيوترات الثابتة بالإتصال اللاسلكي بالموجة الواسعة فإن حلول "Wi-Max" ستتولى وصل نقاط التغطية اللاسلكية من "Wi-fi" ( هوت سبوت Hot Spot ) بالشبكات السلكية إلى جانب اعتماد "Wi-Max" لخدمات ( DSL ) ولن تتنافس "Wi-Max" مع خدمات تزويد الاتصال عبر "Wi-fi" أو "DSL"، بل ستكون مكملة لهما، رغم أن نجاحها سيحمل نهاية لشبكات "Wi-fi" وشبكات الخليوي ( GSM )، وبدلاً من ترقية الأسلاك النحاسية الخاصة بالهاتف بكابلات "DSL"، فإن "Wi-Max" ستكون منافساً وبديلاً لهذه الأخيرة.
يرى البعض في هذه التقنية حلاً مكملاً للتقنيات الأخرى بطريقة تجعل المستخدم قادراً على الاتصال بشبكة "Wi-fi" لاستخدام الشبكة المحلية في العمل، ويعتمد "Wi-Max" لدى خروجه من الشركة، وسيلجأ لشبكة الخليوي عند مغادرة المدينة.

لكن "Intel" تطور شرائحها الخاصة بـ"Wi-Max" للهواتف الجوالة، وبالتالي يمكن وقتها إجراء مكالمات إنترنت رخيصة بواسطتها، أي بصورة تهدد شركات الاتصالات التي استثمرت في أجهزة الجيل الثالث للاتصالات، ولذلك سيصعب أن نسمع الكثير عن "Wi-Max" حيث حصل الاستثمار بشبكات الجيل الثالث.
ورغم الاختلاف في نقاط الضعف والقوة بين "Wi-Max" وتقنيات الاتصالات الجيل الثالث، إلا أنهما سيتنافسان لا محالة بسبب قدرة "Wi-Max" على تزويد الاتصال للأجهزة الجوالة والمحمولة كما هو وارد في مسار وخطط التقنية المستقبلية، وبما أن الإصدارات التالية من "Wi-Max" وهي ( 802,16 ) و ( 802,20 )، ستقدم إمكانيات تشابه الهاتف الجوال، أي المحافظة على الاتصال اللاسلكي خلال التنقل ( Roaming )، كما أن انتشار نقاط تغطية "Wi-fi" يعزز إمكانيات نشر "Wi-Max" المكملة لها.

ومن جانب هام آخر، هناك الناحية التي يسهل إهمالها وتناسيها دوماً، وهي المحتوى الرقمي الذي يجب توفيره للاستفادة فعلياً من تقنية "Wi-Max"، فإلى جانب الخدمات الضرورية على المواقع المحلية، هناك الخدمات الحكومية وتعزيزها لفائدة الجمهور، فمن السهل إنشاء البنية التحتية دون الأخذ بالحسبان توفير محتوى قوي يجذب المستخدمين لتبني هذه التقنيات الجديدة.
وإذا كنا نستهلك التقنية كما هي من برامج وأجهزة وحلول جاهزة، فلا بد لنا من تطوير المحتوى الرقمي المحلي على الأقل وإلا لن تفلح أقوى التقنيات وأسرع الأجهزة في تحقيق أهداف اقتنائها واستخداماتها، ولا بد من دعم وتطوير المواقع والخدمات التي تقدمها عبر الإنترنت لتنطلق تقنيات قوية مثل "Wi-Max" وغيرها.