حدائق اللغات والعلوم الإنسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حدائق اللغات والعلوم الإنسانية

منتدى تعليمي أدبي تربوي تثقيفي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  دروس أساسية في علم العروض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بن الحاج 1
مشرف عام
مشرف عام



عدد الرسائل : 1200
العمر : 54
المنطقة : تيارت
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

 دروس أساسية في علم العروض  Empty
مُساهمةموضوع: دروس أساسية في علم العروض     دروس أساسية في علم العروض  I_icon_minitimeالخميس 20 فبراير 2014 - 0:02


 دروس أساسية في علم العروض  0138

 دروس أساسية في علم العروض  Taheyatayeba

 دروس أساسية في علم العروض


منقول للفائدة

____________




الدرس الأول


مدخل إلى علم العروض


تعريفه:




يعنى علم العروض بجملة القواعد التي تدل على الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها. وقد اختلف علماء العربية في معنى كلمة (العَرُوض)، وسبب تسمية هذا العلم بها فمنهم من يرى:
- أنّ الكلمة مشتقة من العَرْض؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه. وإلى هذا الرأي ذهب الإمام الجوهري. ويعزِّز هذا القولَ ماجاء في اللغة العربية من قولهم: «هذه المسألة عَروض هذه» أي نظيرها.
- أنّ الخليل أراد بها (مكة)، التي من أسمائها (العَرُوض)، تبركا؛ لأنه وضع هذا العلم فيها.
- أنّ من معاني العَروض الطريق في الجبل، والبحور طرق إلى النظم.
- كونها مستعارة من العَروض بمعنى الناحية؛ لأن الشعر ناحية من نواحي علوم العربية وآدابها.
- أنّ التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضا).
لكن أغلب المتخصّصين يرجحون الرأي الأول، لكون الكلمة مشتقة من العَرْض؛ لأن الشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه.





وواضع علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ - 175هـ)، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو عربي النسب من الأزد، ولد في عُمان عام 100 هـ، وهو معلم سيبويه وواضع أول معجم للغة العربية وهو العين.
أخذ النحو عنه سيبويه والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي والكسائي وعلي بن نصر الجهضمي. وأخذ هو عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي وحدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان. وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.

كان الخليل زاهداً ورعاً وقد نقل ابن خلكان عن تلميذ الخليل النضر بن شميل قوله: «أقام الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال».كما نقل عن سفيان بن عيينة قوله: «من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد».

يعد الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية وتنسب له كتب "معاني الحروف" وجملة آلات الحرب والعوامل والعروض والنقط، كما قام بتغيير رسم الحركات إذ كانت التشكيلات على هيئة نقاط بلون مختلف عن لون الكتابة، وكان تنقيط الإعجام (التنقيط الخاص بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) قد شاع في عصره، بعد أن أضافه إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن يعمرالتابعي، فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كرر الحركة، ووضع شينا غير منقوطة للتعبير عن الشدة ووضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من الحركات كالسكون وهمزة الوصل، وبهذا يكون النظام الذي اتخذه قريباً هو نواة النظام المتبع اليوم.
طرأت ببال الخليل فكرة وضع علم العروض عندما كان يسير بسوق الغسالين، فكان لصوت ضربهم نغم مميز ومنهُ طرأت بباله فكرة العروض التي يعتمد عليها الشعر العربي. فكان يذهب إلى بيته ويتدلى إلى البئر ويبدأ بإصدار الأصوات بنغمات مختلفة ليستطيع تحديد النغم المناسب لكل قصيدة!
استقرى الخليل الشعر العربي، فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرا، ثم جاء الأخفش الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك).






أهميته:



لعلم العَروض ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالعربية، وآدابها ومن فوائده:

1- صقلُ موهبة الشاعر، وتهذيبها، وتجنيبها الخطأَ والانحرافَ في قول الشِّعر.

2- أمنُ قائل الشعر على شعره من التغييرِ الذي لا يجوز دخوله فيه، أو ما يجوز وقوعه في موطن دون آخر.

3- التأكد من معرفة أن القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف ليسا بشعر معرفةَ دراسةٍ لا تقليد؛ إذ الشعر: ما اطردت فيه وحدته الإيقاعية التزاما. أي (كلامٌ موزون قصدا بوزن عربي). وبذا يدرك أن ما ورد منهما على نظام الشعر وزنا لا يحكم عليه بكونه شعرا؛ لعدم قصده؛ يقول ابن رشيق: «لأنه لم يقصد به الشعر ولا نيته، فلذلك لا يعد شعرا، وإن كان كلاما مُتَّزِنا».

4- التمكينُ من المعيار الدقيق للنقد؛ فدارس العَروض هو مالك الحكم الصائب للتقويم الشعري وهو المميز الفطن بين الشعر والنثر الذي قد يحمل بعض سمات الشعر.

5- معرفةُ ما يرد في التراث الشعري من مصطلحات عَروضية لا يعيها إلا من له إلمام بالعَروض ومقاييسه.

6- الوقوفُ على ما يتسم به الشعر من اتساق الوزن، وتآلف النغم، ولذلك أثر في غرس الذوق الفني، وتهذيبه.

7- التمكينُ من قراءة الشعر قراءةً سليمة، وتوقِّي الأخطاء الممكنة بسبب عدم الإلمام بهذا العلم.






الدرس الثاني


عرض لبعض المصطلحات


هذه مجموعة من المصطلحات يحسن بطالب علم العروض أن يدرك الفرق بينها؛ لأنها تمس العلم الذي يدرسه ومن تلك المصطلحات ما يلي:



الكلام الجيد نوعان: نثر وشعر.



الشعر:

عرّفه ابن خلدون: «الشعر هو كلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والرويّ، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به».




النثر:






أما النثر فهو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام وزن، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرا إذا بقي مجردا من الوزن.
والنثر أسبق أنواع الكلام في الوجود لقرب تناوله، وعدم تقييده، وضرورة استعماله. وهو نوعان: مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية، ومرسل إن كان غير ذلك. وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ؛ لقوة السليقة، وفعل الوراثة، وقلة الاختلاط بالأعاجم.




الشعر المنثور:




الشعر المنثور، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر - تسمياتٌ مختلفة لنوع من الكتابة النثرية تشترك مع الشعر في الصور الخيالية، والإيقاع الموسيقي حينا، وتختلف عنه في أنظمة الوزن، والقافية، والوحدات.
وقيل: هو الكتابة التي لا تتقيد بوزن أو قافية؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي، والكلمة الموحية، والصورة الشعرية. وغالبا ماتكون الجمل قصيرة، محكمة البناء، مكثفة الخيال.
وقد كانت بداية هذا النوع في الربع الأول من هذا القرن عندما اعتمد جبران والريحاني فنا أدبيا يجعل النثر الفني أسلوبا، إلا أنه يتميز بعاطفة شعرية، وخيال مجنح.



النظم:




هو الكلام الموزون المقفى دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة، ومعظم النقاد يجعل النظم دون مرتبة الشعر في الجودة من حيث المضمون، والخيال، والعاطفة وغيرها من عناصر الشعر، دون الوزن. فالشعر، عادة، يطفح بالشعور الحيّ، والعاطفة الصادقة، فيؤثر في مشاعرنا. أما النظم فركب بطريقة لا يقصد بها إلا المحافظة على الوزن، والإيقاع كانتظام حبات العقد في السلك، دون أن يكون فيه روح أو حياة.
والمقياس في التفريق بين الشعر والنظم يعود بالدرجة الأولى إلى الذوق الأدبي. وهذا الذوق يتربى بكثرة مطالعة الشعر الجميل.
هذا، وإن لم يكن ثمة حدود دقيقة فاصلة بين الشعر والنظم، فإنه يمكننا التمييز بينهما بسهولة في كثير من الأحيان، فمما يعد نظما لا شعرا عند الذين يفرقون بين المصطلحين ما نظمه الفقهاء والنحاة، وكثير من شعراء عصر الانحطاط، ومما يعد منه أيضا الشعر التعليمي.
ومن النظم هذان البيتان (من الرجز):



قد نظم ابن مالك ألفيهْ ** أجادها نحويةً صرفيهْ

وقد تبعت إثره في الهمزةِ ** سهَّلت فيه حفظها للفتيةِ




الدرس الثالث


البيت الشعري عروضيا


تعريف البيت الشِّعْريّ:



البيت هو مجموعة كلمات صحيحة التركيب، موزونة حسب علم القواعد والعَروض، تكوِّن في ذاتها وَحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة.
وسمي البيت بهذا الاسم تشبيها له بالبيت المعروف، وهو بيت الشَّعْر؛ لأنه يضم الكلام كما يضم البيت أهله؛ ولذلك سموا مقاطِعَهُ أسبابا وأوتادا تشبيها لها بأسباب البيوت وأوتادها، والجمع أبيات.





ألقاب الأبيات:
أولا: من حيث العدد:



*أ- اليتيم: هو بيت الشعر الواحد الذي ينظمه الشاعر مفردا وحيدا.
*ب- النُّتْفَة: هي البيتان ينظمهما الشاعر.
*ج- القطعة: هي ما زاد على اثنين إلى ستة من أبيات الشعر.
*د- القصيدة: هي مجموعة من الأبيات الشعرية تتكون من سبعة أبيات فأكثر.




ثانيا: من حيث الأجزاء:




أ- التام: هو كل بيت استوفى جميع تفعيلاته كما هي في دائرته، وإن أصابها زحاف أو علة.
وذلك كقول الشاعر:


رأيتُ بها بدراً على الأرض ماشياً ** ولمْ أرَ بدراً قطُّ يمشي على الأرضِ

فهو من البحر الطويل وتفاعيله ثمان في كل شطر أربع.
ب- المجزوء: هو كل بيت حذفتْ عَروضه وضربُه وهذا واجب في كل من: المديد والمضارع والهزج والمقتضب والمجتث، وجائز في كل من: البسيط والوافر والكامل والخفيف والرجز والمتدارك والمتقارب، وممتنع في كل من: الطويل والمنسرح والسريع.
كقول الشاعر من الوافر المجزوء:


أنا ابنُ الجد في العَملِ ** وقصْديْ الفوزُ في الأملِ

ج- المشطور: هو البيت الذي حذف شطره أو مصراعه، وتكون فيه العَروض هي الضرب ويكون في الرجز والسريع.
كقول الشاعر من الرجز:


تحيَّةٌ كالوردِ في الأكمامِ
أزْهى من الصحة في الأجسامِ


د- المنهوك: هو البيت الذي ذهب ثلثاه وبقي ثلثه ويقع في كل من الرجز والمنسرح.
ومنه قول ورقة بن نوفل من منهوك الرجز:


ياليتني فيها جذعْ
أخُبُّ فيها وأَضعْ


هـ- المدوَّر: هو البيت الذي تكون عَروضه والتفعيلة الأولى مشتركتين في كلمة واحدة، والبعض يسميه المُداخَل أو المُدْمَج أو المتَّصِل. وغالبا ما يرمز لهذا النوع بحرف (م) بين الشطرين ليدل على أنه مدور أو متصل.
كقول الشاعر:



وما ظهريْ لباغي الضَّيـْ ** ـمِ بالظهرِ الذَّلولِ


و- المرسل أو المصمت: هو البيت من الشعر الذي اختلفتْ عَروضه عن ضربه في القافية.
كقول ذي الرمة:


تُعيِّرُنا أنَّا قليلٌ عَديدُنا ** فقلتُ لها: إن الكرامَ قليلُ

ز- المُخَلَّع: هو ضرب من البسيط عندما يكون مجزوءا، والعروض والضرب مخبونان مقطوعان فتصبح مُسْتَفْعِلُنْ (مُتَفْعِلْ).
ومنه قول الشاعر:


مَنْ كنتُ عن بابه غَنِيًّا ** فلا أُبالي إذا جفانيْ

ح- المصرع: هو البيت الذي أُلحقت عروضه بضربه في زيادة أو نقصان، ولا يلتزم. وغالبا ما يكون في البيت الأول؛ وذلك ليدل على أن صاحبه مبتدئ إما قصةً أو قصيدة.
فمن الزيادة قول الشاعر:


ألا عِمْ صباحا أيها الطللُ الباليْ ** وهل يَعِمَنْ من كان في العُصرِ الخاليْ

ومن النقص قول الشاعر:


أَجارتَنا إن الخطوبَ تنوبُ ** وإنيْ مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ

ط- المُقَفَّى: هو البيت الذي وافقت عروضُه ضربَه في الوزن والروي دون لجوء إلى تغيير في العَروض.
ومن أمثلته قول الشاعر:


السيفُ أصدق أَنباءً من الكتبِ ** في حدِّهِ الحدُّ بين الجِدِّ واللَّعِبِ

ثالثا: من حيث تسمية أجزاء البيت:



أ- الحشو: هو كل جزء في البيت الشعري ما عدا العَروض والضرب.
ب- العَروض: آخر تفعيلة في الشطر الأول (المصراع الأول، أو الصدر). وجمعها: أعاريض (إضافة إلى معناها الآخر الذي هو اسم هذا العلم). وقد سميت عَروضا؛ لأنها تقع في وسط البيت، تشبيها بالعارضة التي تقع في وسط الخيمة.
ج- الضرب: هو آخر تفعيلة في الشطر الثاني (المصراع الثاني، أو العجز). وجمعه: أضرب وضروب وأضراب. وسمي ضربا لأن البيت الأول من القصيدة إذا بني على نوع من الضرب كان سائر القصيدة عليه، فصارت أواخر القصيدة متماثلة فسمي ضربا، كأنه أخذ من قولهم: أضراب: أي أمثال.
والرسم البياني التالي، يوضح لنا أجزاء البيت الشعري.
قال الشاعر:


لا يفرحون إذا نالت رما/حهم ** قوما وليسوا مجازيعا إذا/ نيلوا
الحشـــــــــــــــــــو/ العروض ** الحشــــــــــــــــــو/ الضرب



رابعا: من حيث تسمية شطري البيت:




أ- الشطر: هو أحد طرفي البيت الشعري؛ إذ إن كل بيت من الشعر يتألف من شطرين. جمعه: أشطر وشطور.
*ب- المِصْرَاع: هو نصف البيت، قيل: إن اشتقاق ذلك تشبيهٌ بمصراعي الباب. جمعه: مصاريع.
*ج- الصدر: هو الشطر الأول أو المصراع الأول من البيت. (والصدر: أعلى مقدم كل شيء وأوله).
*د- العَجُز: هو الشطر الثاني أو المصراع الثاني من البيت نفسه. (والعجز: مؤخر الشيء).
والرسم البياني التالي، يوضح لنا هذا.
قال كعب بن زهير:
تعلـم العلـم واجلـس في مجالـسه ***ما خاب قط لبيـب جـالس العلمـا
العجز أو الشطر الثاني أو المصراع الثاني *** الصدر أو الشطر الأول أو المصراع الأول



ألقاب أجزاء الأبيات:

أولا: من حيث التغيير:

*أ- ا لابتداء: هو اسم لكل جزء يعتل في أول البيت بعلة لا تكون في شيء من الحشو. كالخرم (اسم يطلق بالمعنى العام على حذف أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت) لأنه يأتي أول البيت خاصة. وغالبا ما يكون في الطويل والمتقارب والوافر والهزج والمضارع. أما النصف الثاني فإن كان البيت مصرعا كان سبيله أول النصف الأول، وإن كان غير مصرع فإن بعضهم يجيز الخرم في أول النصف الثاني.


ومن أمثلة الخرم في البحر الطويل قول الشاعر:
هَلْ يَرْجِعَنْ لِيْ لِمَّتِيْ إِنْ خَضَبْتُهَا ** إِلَى عَهْدِهَا قَبْلَ الْمَشِيْبِ خِضَاُبُهَا


فقوله: (هَلْ يَرْ) تساوي (عُوْلُنْ)، والأصل في البحر الطويل أن يبدأ بـ (فَعُوْلُنْ).
*ب- الاعتماد: هو اسم للأسباب التي تُزَاحَف اعتمادا على الوتد قبلها، أو بعدها.
ومن أمثلته في الطويل قول الشاعر:


وما كلُّ ذي لبٍّ بمؤتيكَ نُصحَـه***وما كلُّ مؤتٍ نُصحَـه بلبيـبِ
فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن ***فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعيْ


ج- الفصل: هي في العَروض كالغاية في الضرب. أي إذا خالفت العَروض سائر أجزاء البيت بنقصان أو زيادة لازمة سمي فصلا. وإذا لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة كما هو الحال بالنسبة إلى (فاعلن = فعلن) العَروض في البسيط حيث دخلها الخبن، وبه يلزم. ولو وقع في الحشو فإنه لا يلزم.
*د- الغاية: هي في الضرب كالفصل في العَروض. أي إذا خالف الضرب سائر أجزاء البيت بنقصان أو زيادة لازمة سميت غاية. كما هو الحال في (فاعلن = فعلن) الضرب الأول من البسيط، حيث دخله الخبن وبه يلزم. في حين أن الخبن إذا دخل الحشوَ لا يلزم.
*ه- المزاحف: كل جزء دخله الزحاف.



لايُعْجِــبَنَّ مُــضِيمًا حُــسْنُ بِزّتــهِ***وَهَـلْ يَـرُوقُ دَفينـاً جَـوْدَةُ الكَفَـنِ
مُسْتَفْعِلُنْ / فَعِلُنْ/ مُسْتَفْعِلُنْ/ فَعِلُنْ***مُتَفْعِلُنْ/ فَعِلُنْ/ مُسْتَفْعِلُنْ/ فَعِلُنْ
_____ مزاحف_____فصل ***____مزاحف_____فصل



ثانيا- من حيث عدم وقوع التغير:

*أ - السالم: كل جزء سلم من الزحاف.
*ب - الصحيح: العَروض والضرب إذا سلما من الانتقاص وهو الحذف اللازم.
مثالهما قول الشاعر:


وإذا صحوتُ فما أُقصِّـر عن نـدًى ***وكما علمتِ شـمائلي وتكرُّمـيْ
وَإِذَاْ صَحَوْ /تُ فَمَاْ أُقَصْ/ ـصِرُ عَنْ نَدَنْ***وَكَمَاْ عَلِمْـ/ ـتِ شَمَاْئِلِيْ /وَتَكَرْرُمِيْ
مُتَفَاْعِلُـنْ/ مُتَفَاْعِلُنْ/ مُتَفَاْعِلُنْ***مُتَفَاْعِلُنْ/ مُتَفَاْعِلُنْ/ مُتَفَاْعِلُنْ
سالـــم / سالـــم / صحيحة***سالـــم / سالـــم / صحيح


ج - المُعَرَّى: هو كل ضرب جاز أن تدخله زيادة (كالتذييل والتسبيغ والترفيل)، وسلم من هذه العلل أو الزيادة.
مثاله قول الشاعر:


أَهَكَذَا بَـاطِلا عـاقَبْتَنِيْ***لايَرْحَمُ الُلـهُ مَـنْ لايَـرْحَمُ
أَهَاكَذَا/ باطِلَنْ/عاقَبْتَنِيْ***لايَرْحَمُ لْـ/ ـلاهُ مَنْ/ لايَرْحَمُو
مُتَفْعِلُنْ /فَاْعِلُنْ/ مُسْتَفْعِلُنْ***مُسْتَفْعِلُنْ /فَـاْعِلُـنْ/ مُسْتَفْعِلُنْ
_______________***_____________
معرَّى



د - الموفور: هو كل جزء جاز أن يدخله الخرم وسلم منه. كما هو الحال في الطويل والوافر والمتقارب والهزج والمضارع.
فمن الطويل قول الشاعر :


أَمَـاوِيَّ إِنَّ المَـالَ غَــادٍ وَرَائِــحٌ ***وَيَبْقَـى مـِنَ المَـالِ الأحَادِيْـثُ وَالـذّكْرُ
أَمَاوِيْـ/يَ إِنْـنَ لْمَـا/لَ غَـادِنْ/ وَرَائِـحُنْ***وَيَبْقَـى /مِـنَ لْمَـالِ لـ/أحَادِيْـ/ثُ وَذْذِكْـرُوْ
فَعُوْلُنْ /مَفَــاعِيْلُنْ/فَعُوْلُنْ/مَفَاعِلُنْ***فَعُوْلُنْ/ مَفَــاعِيْلُنْ/ فَعُوْلُنْ/مَفَــاعِيْلُنْ
موفور/________________***___________________






الدرس الرابع

التفعيلة



تعريفها:




لدى تحليل الوزن الشعري موسيقيا (صوتيا) يتضح لنا أنه يتكون من مجموعات كل مجموعة تتركب من عدد من الحركات والسكنات، وقد اصطُلِحَ على تسمية هذه المجموعات (تفاعيل)؛ لأنهم اشتقوا لها من كلمة (فَعَلَ).

وهذه التفاعيل تتركب من عشرة أحرف تسمى أحرف التقطيع تجمعها عبارة (سيوفنا لمعت) وسميت بذلك؛ لأنهم إذا أرادوا تقطيع بيت قطعوه بواسطة تلك الأحرف.


عدد التفاعيل:



التفاعيل العَروضية عشر:

اثنتان خماسيتان هما: فَعُوْلُنْ ، وفَاْعِلُنْ ، وثمان سباعية وهي: مَفَاْعِيْلُنْ ، مُفَاْعَلَتُنْ ، فَاْعِ لاتُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ، فَاْعِلاتُنْ ، مُتَفَاْعِلُنْ ، مُسْتَفْعِ لُنْ ، مَفْعُوْلاتُ ..



أنواعها:




تنقسم التفاعيل إلى قسمين: أصول وفروع.

فالأصول أربع، وهي كل تفعيلة بدئت بوتد مجموعا كان أو مفروقا، وهي: فَعُوْلُنْ، مَفَاْعِيْلُنْ، مُفَاْعَلتُنْ، فَاْعِ لاتُنْ.

والفروع ست، وهي كل تفعيلة بدئت بسبب خفيفا كان أو ثقيلا، وهي: فَاْعِلُنْ، مُسْتَفْعِلُنْ، فَاْعِلاتُنْ، مُتَفَاْعِلُنْ، مَفْعُوْلاتُ، مُسْتَفْعِ لُنْ.

والفرق بين (فَاْعِلاتُنْ) و (فَاْعِ لاتُنْ ): أن الأولى تتألف من سببين خفيفين (فَاْ+تُنْ) بينهما وتد مجموع (عِلا)، في حين أن الثانية تتألف من وتد مفروق (فَاْعِ) فسببين خفيفين (لا+تُنْ).

والفرق بين (مُسْتَفْعِ لُنْ) و (مُسْتَفْعِلُنْ): أن الأولى تتألف من سببين خفيفين (مُسْ+لُُنْ) بينهما وتد مفروق (تَفْعِ)، وأن الثانية تتألف من سببين خفيفين (مُسْ+تَفْ) بعدهما وتد مجموع (عِلُنْ).

وهذا الفرق يستتبع فرقا آخر، فالفاء التي هي الحرف الرابع في (مُسْتَفْعِلُنْ) مثلا تعد ثاني سبب ولذلك جاز أن يدخلها الطَّيّ كما سيأتي، فتصبح (مُسْتَعِلُنْ)، لكنها تعتبر تعد وسطَ وتد مفروق في (مُسْتَفْعِ لُنْ) لا ثاني سبب، ولذلك لا يجوز طيُّها؛ لأن الطي زحاف، والزحاف خاص بالأسباب ولا يدخل الأوتاد كما سيأتي بيانه إن شاء الله.



أجزاؤها:






هذه التفعيلات العشر تتألف من أسباب وأوتاد وفواصل كما يلي:



( 1 السبب:


مقطع صوتي يتألف من حرفين، وهو نوعان:





‌أ- سبب خفيف:

ويتألف من حرفين: متحرك فساكن، ويرمز له بالرمز (_)، نحو: هَلْ، مَنْ، مَا، و(مُسْ ، تَفْ) من (مُسْتَفْعِلُنْ ) مثلا.



ب- سبب ثقيل:

ويتألف من حرفين متحركين، ويرمز له بالرمز (ا ا)، نحو: لَكَ، بِكَ، و(مُتَ) من (مُتَفَاْعِلُنْ) مثلا.





( 2 والوتد:

مقطع صوتي يتألف من ثلاثة أحرف، وهو نوعان:





‌أ- وتد مجموع:

وهو اجتماع متحركين فساكن، ويرمز له بالرمز (ا ا _)، نحو: نَعَمْ، عَلَى، و(عِلُنْ) من (مُتَفَاْعِلُنْ) مثلا.







‌ب- وتد مفروق:

وهو اجتماع متحركين بينهما ساكن، ويرمز له بالرمز (_ ا)، نحو: لَيْتَ، حَيْثُ، قَاْمَ و(فَاْعِ) من (فَاْعِ لاتُنْ) مثلا.




( 3 والفاصلة:

مقطع صوتي يتألف من أربعة أحرف أو خمسة، وهي نوعان:





‌أ- فاصلة صغرى:

وهي اجتماع ثلاثة متحركات فساكن، ويرمز لها بالرمز (ا ا_)، نحو: جَبَلٌ، ضَرَبَا، ونحو (مُتَفَاْ) من (مُتَفَاْعِلُنْ)، ونحو (عَلَتُنْ) من (مُفَاْعَلتُنْ) مثلا.

‌ب- فاصلة كبرى:


وهي اجتماع أربعة متحركات فساكن، ويرمز لها بالرمز (ا ا ا_)، نحو: عَمَلُكُمْ، سمكةٌ، ونحو (مُتَعِلُنْ) من (مُسْتَفْعِلُنْ) وقد جُمِعَتْ هذه المصطلحات في هذه العبارة:





(لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً).

لَمْ--------/ أَرَ-------/عَلَى--------/ ظَهْرِ---------/ جَبَلٍ----------/ سَمَكَةً
_ -------/ ا ا ------/ ا _ -------/ _ ا ---------/ ا ا _ --------/ ا ا ا _
سبب خفيف / سبب ثقيل / وتد مجموع / وتد مفروق / فاصلة صغرى / فاصلة كبرى





 دروس أساسية في علم العروض  010101k



الدرس الخامس

التغييرات العروضية




تعرف تفعيلات الشعرتغيير في هيئتها أو حروفها كتسكين متحرك، أو حذفه، أو حذف ساكن، أو زيادته، أو حذف أكثر من حرف، أو زيادته. وهذا ما يُسمَّى عند علماء العَروض (بالزحاف والعلة). وهذه التغييرات منها ما هو جائز، ومنها ما هو لازم.
وربما يُكسِبُ ذلك التغييرُ المقاطعَ الصوتيةَ حُسْنًا في الإيقاع لا يتحقق من أداء التفعيلة بصورتها الأصلية، كما أن هذه التغييراتِ في التفاعيل العشرِ تمنح الشاعرَ حريةً في التلوين الإيقاعي بما يتناسب مع موضوعه، وحالته النفسية واللغوية، وهذه التغييرات – أيضا – هي السبب الرئيس في التعدد الفني في أعاريض وأضرب البحور في الشعر العربي، حتى بلغت ثلاثة وستين نوعا أو تزيد. ولا شك أن في ذلك فسحةً للشعراء، وتمكينا لهم من صوغ تجاربهم بالشكل النغمي المؤثر.




تعريف الزحاف:






الزحاف لغة:

الإسراع، ومنه قوله تعالى: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً** أي مسرعين إلى قتالكم.



وفي الاصطلاح:


تغيير مختص بثواني الأسباب، يدخل العَروض والضرب والحشو، إذا حل لم يلزم تَكراره في بقية القصيدة إلا إذا جرى مجرى العلة، كقبض الطويل وخبن البسيط.




والزحاف ينحصر في تسكين المتحرك، أو حذفه، أو حذف الساكن.

أنواعه:






الزحاف نوعان:

1-) مفرد (بسيط)، وذلك عندما لا يصيب التفعيلة سوى تغيير واحد فقط. وهو ثمانية أنواع يوضحها الجدول الآتي:





 دروس أساسية في علم العروض  010101r

 

2- مزدوج (مركب)، وذلك عندما يصيب التفعيلة زحافان اثنان أي تغييران. وهو أربعة أنواع يوضحها الجدول الآتي:




 دروس أساسية في علم العروض  010102

 

من متعلقات الزحاف:





يتعلق بالزحاف ثلاثة مصطلحات تتردد في كتب العروض، نبينها فيما يلي:



1- المراقبة بين الحرفين: هي أن يتجاور في تفعيلة واحدة سببان خفيفان، أحدهما يجب أن يلحقه الزحاف، والآخر يجب أن يسلم؛ فحكمهما ألا يصيبهما الزحاف معا، وألا يسلما معا.

وهذا يجري على (مَفَاْعِيْلُنْ) في البحر المضارع؛ فهناك مراقبة بين الياء والنون؛ فلابد أن يحذف أحدهما ويبقى الآخر. وهذا الحكم نفسُه جارٍ على (مَفْعُوْلاتُ) في البحر المقتضب.

2-) المعاقبة بين الحرفين: هي أن يتجاور في تفعيلة واحدة أو تفعيلتين متجاورتين سببان خفيفان، أحدهما يجوز أن يلحقه الزحاف، والآخر يجب أن يسلم؛ فحكمهما ألا يصيبهما الزحاف معا، ويصح أن يسلما معا.

والمعاقبة في تفعيلة واحدة تكون في خمسة أبحر:

في (مَفَاْعِيْلُنْ) من الطويل، والهزج، والوافر بعد عصب (مُفَاْعَلَتُنْ) .

وفي (مُسْتَفْعِلُنْ) من المنسرح والكامل بعد إضمار (مُتَفَاْعِلُنْ).

والمعاقبة في تفعيلتين تكون في المديد والرمل والخفيف والمجتث، ولها ثلاث صور:

1- أن يزاحف أول التفعيلة لتسلم التفعيلة التي قبلها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (صدرا).

2- أن يزاحف آخر التفعيلة لتسلم التفعيلة التي بعدها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (عجزا).

3- أن يزاحف أول التفعيلة وآخرها لتسلم التفعيلة التي قبلها والتي بعدها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (الطرفين).

والمعاقبة بصورها الثلاث تجري في أربعة بحور هي: المديد والرمل والخفيف والمجتث.

3- المكانفة بين الحرفين: هي أن يتجاور في تفعيلة واحدة سببان خفيفان، يجوز فيهما أن يزاحفا معا أو يسلما معا، أو يزاحف أحدهما ويسلم الآخر. وتجري المكانفة في (مُسْتَفْعِلُنْ) من الرجز والسريع والبسيط، والتفعيلة الأولى من المنسرح.




الدرس السادس


التغييرات العروضية (الجزء الثاني)




تعريف العلة:

العلة لغة: المرض والسبب.
وفي الاصطلاح: تغيير يطرأ على الأسباب والأوتاد من العَروض أو الضرب، إذا حلت لزمت، بمعنى أنها إذا وردت في أول بيت من القصيدة الْتُزِمَتْ في جميع أبياتها، إلا إذا جرت مجرى الزحاف، كالتشعيث في البحر الخفيف.

أنواعها:

العلل نوعان:
1- علل بالزيادة: وهي لا تدخل غير الضرب المجزوء، وتكون بزيادة حرف أو حرفين في آخر التفعيلة، وهي ثلاث علل يوضحها الجدول الآتي:





 دروس أساسية في علم العروض  82672856



2- علل بالنقص: وهي تدخل العَروض والضرب المجزوء والوافي على السواء، وتكون بنقصان حرف أو أكثر من العَروض والضرب أو أحدهما، وأحيانا لا يرد البحر إلا بهذا النقصان كما في البحر الوافر.
وعلل النقص تسعةُ أنواع يوضحها الجدول الآتي:





 دروس أساسية في علم العروض  71213398



العلل الجارية مجرى الزحاف:
وهناك نوع من العلل يجري مجرى الزحاف في عدم التزامه، فإذا عرض للشاعر لم يجب عليه التزامه بل جاز تركه والعود إلى الأصل، وهذه العلل أربع نوضحها فيما يلي:
1- التَّشْعِيْثُ: وهو حذف أول الوتد المجموع، وذلك عندما يدخل (فَاْعِلاتُنْ) في ضرب الخفيف والمجتث، كقول الشاعر من الخفيف:


لَيْسَ مَنْ ماتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ** إِنَّما الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما الْمَيْتُ مَنْ يَعِيْشُ كَئِيْبًا ** كاسِفًا بالُهُ قَلِيْلَ الرَّجاءِ


فقوله: (أَحْيائِيْ) على وزن (فَاْلاتُنْ) = ( _ _ _ ) وقد دخلها التشعيث، ولم يلتزمه في ضرب البيت الثاني (ـلَ رْرَجَاْئِيْ) = ( _ ا _ _ ).
2- الْحَذْفُ: وهو ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة، وذلك في (فَعُوْلُنْ) في العَروض الأولى من بحر المتقارب، كقول الشاعر من المتقارب:


بِها نَبَطِيٌ مِنَ اهْلِ السَّوادِ ** يُدَرِّسُ أَنْسابَ أَهْلِ الْفَلا
وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْفُهُ ** يُقالُ لَهُ : أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَى


فقوله: (فُهُوْ) على وزن (فَعُوْ) = ( ا _ ) وقد دخلها الْحَذْفُ، ولم يلتزمه في عَروض البيت الأول.
3- الخزم: زيادة حرف أو أكثر في أول صدر البيت، أو أول عجزه في بعض البحور، وهو لا يخلو من نفرة، ومنه قول الإمام علي رضي الله عنه:



اُشْدُدْ حَيَازِيمَك لِلْمَوْتِ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيْكَا

حيث زاد كلمة (اشدد).
4- الخرم: اسم يطلق بالمعنى العام على حذف أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت، وموقعه التفاعيل الثلاث المبدوءة بوتد مجموع وهي: فَعُوْلُنْ، مُفَاْعَلَتُنْ، مَفَاْعِيْلُنْ، وقد يدخلها وحده، أو يجتمع مع غيره، وله في كل حالة اسم؛ فأسماؤه تختلف حسب التفعيلة، واختلافها من حيث سلامتها، وزحافها ونوع هذا الزحاف:
1- فَعُوْلُنْ: وله معها صورتان:
*أ- قد يدخل وحده (حذف أول الوتد المجموع) فتصير (فَعُوْلُن): (عُوْلُنْ)، فيسمى الثَّلْمَ، ويدخل الطويل، والمتقارب.
*ب- قد يجتمع مع الْقَبْض (حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن) فتصير فَعُوْلُنْ: (عُوْلُ)، فيسمى الثَّرْمَ، ويدخل البحر الطويل، والمتقارب.
2- مَفَاْعِيْلُنْ: وله معها ثلاث صور:
أ*- قد يدخل وحده (حذف أول الوتد المجموع) فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِيْلُنْ)، فيسمى الْخَرْمَ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.
ب- قد يجتمع مع الْقَبْض (حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن) فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِلُنْ)، فيسمى الشَّتْرَ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.
ج- قد يجتمع مع الْكَفّ (حذف أول الوتد المجموع، وحذف السابع الساكن) فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِيْلُ)، فيسمى الْخَرْبَ، ويدخل بحري الهزج، والمضارع.
3- مُفَاْعَلَتُنْ: وله معها أربع صور:
أ- قد يدخل وحده (حذف أول الوتد المجموع) فتصير (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلَتُنْ)، فيسمى الْعَضْبَ، ويدخل البحر الوافر.
ب- قد يجتمع مع الْعَصْب (حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك) فتصير (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلْتُنْ)، فيسمى الْقَصْمَ، ويدخل البحر الوافر.
ج- قد يجتمع مع النقص (حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك، وحذف السابع الساكن) فتصير (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلْتُ)، فيسمى الْعَقْصَ، ويدخل البحر الوافر.
د- قد يجتمع مع الْعَقْل (حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس المتحرك) فتصير (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَتُنْ)، فيسمى الْجَمَمَ، ويدخل البحر الوافر.
فما دخله (الْخَرْمُ) يسمى مخرومًا، وما لم يدخله يسمى مَوْفورًا .
ومن أمثلة الخرم في البحر الطويل قول المرقِّش الأكبر:


هَلْ يَرْجِعَنْ لِيْ لِمَّتِيْ إِنْ خَضَبْتُهَا ** إِلَى عَهْدِهَا قَبْلَ الْمَشِيْبِ خِضَابُها

فقوله: (هَلْ يَرْ) تساوي (عُوْلُنْ) = ( _ _ )، والأصل في البحر الطويل أن يبدأ بـ (فَعُوْلُنْ) = ( ا _ _ ) ولو قال: (وهل ...) ما كان في البيت خرم.
ومن أمثلة الخرم في البحر الوافر قول الحطيئة:


إن نزل الشتاءُ بدار قومٍ ** تجنَّبَ جارَ بيتهِمُ الشتاءُ


فقوله: (إِنْ نَزَلَ شْ) تساوي (فَاْعَلَتُنْ) = ( _ ا ا _ )، والأصل في البحر الوافر أن يبدأ بـ (مُفَاْعَلَتُنْ) = ( ا _ ا ا _ ) ولو قال: (وإِنْ ...) ما كان في البيت خرم.
ومن أمثلة الخرم في البحر المضارع قول الشاعر:


سَوْفَ أُهْدِيْ لِسَلْمَى ** ثَنَاءً عَلَى ثَنَاء

فقوله: (سوف أهْـ) تساوي (فَاْعِلُنْ) = ( _ ا _ )، والأصل في البحر المضارع أن يبدأ بـ (مَفَاْعِيْلُنْ) = (ا _ _ _ ) ولو قال: (فسوف أو وسوف ...) ما كان في البيت خرم.
ومن أمثلة الخرم في بحر الهزج قول الشاعر:


لوْ كان أبو عَمْرٍو ** أميرًا ما رضيناه

فقوله: (لَوْ كَانَ) تساوي (فَاْعيِْلُ) = ( _ _ ا)، والأصل في بحر الهزج أن يبدأ بـ (مَفَاْعِيْلُنْ) = (ا _ _ _ ) ولو قال: (فَلَوْ أو ولَوْ ...) لما كان في البيت خرم.
وقد جاء نادرًا في أول العجز ومنه قول امرئ القيس في البحر المتقارب:


وَعَيْنٌ لَهَا حَدْرَة بَدْرَةٌ ** شُقَّتْ مآقِيهِمَا مِنْ أُخَرْ

فقوله: (شقْقَتْ) تساوي (عُوْلُنْ) = ( _ _ )، والأصل في البحر المتقارب أن يبدأ شطره بـ (فَعُوْلُنْ) = ( ا _ _ ولو قال: (وشُقَّتْ ...) لما كان في البيت خرم.
وأكثر ما يحذف للخرم حرف العطف، كالواو، أو الفاء في مطالع القصائد، وقد تحاشاه الشعراء بعد العصور الأولى.
وإليك ملخصا لما سبق في هذا الجدول:





 دروس أساسية في علم العروض  67402161



مقارنة بين الزحاف والعلة:
يتفق الزحاف والعلة في ثلاثة أمور هي:
1- مطلق الحذف.
2- الدخول على الأعاريض والأضرب.
3- الدخول على ثواني الأسباب.
ويختلفان في أربعة أمور هي:
1- أن الزحاف لا يكون إلا بالنقص، أما العلة فتكون بالزيادة والنقص.
2- أن الزحاف يختص بثواني الأسباب، أما العلة فتدخل الأسباب والأوتاد.
3- أن الزحاف يدخل الحشو، والعَروض، والضرب، أما العلة فلا تدخل إلا العَروض والضرب.
4- أن الزحاف إذا عرض لا يلزم غالبًا، وإذا لزم سُمّي (زحافا جاريًا مجرى العلة)، أما العلة فإذا عرضت لزمت غالبا، وإذا لم تلزم سُمِّيتْ (علةً جارية مجرى الزحاف) .
أهم التغييرات التي تلحق التفاعيل العَروضية هي:






 دروس أساسية في علم العروض  45075249



 دروس أساسية في علم العروض  68931679




الدرس السابع




الكتابة العروضية




تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التي تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة، حيث تقوم الكتابة العروضية على مبدأ اللفظ لا مبدأ الخط، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين هما:


1- كل ما ينطق به يكتب ولو لم يكن مكتوبا،


مثل: (هذا)، تكتب عروضيا (هاذا).


2- كل ما لا ينطق به لا يكتب ولو كان مكتوبًا إملائيا،


مثل: (فهموا) تكتب عروضيا (فهمو).
ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أو حذفها عند الكتابة العروضية كما يلي:

أولا: الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية:
* التنوين: بجميع صوره يكتب نونًا ساكنة، مثل: (عِلْمٌ، علمًا، علمٍ)، تكتب عروضيا هكذا: عِلْمُنْ، عِلْمَنْ، عِلْمِنْ.
* الحرف المشدد: يكتب بحرفين: ساكن فمتحرك، مثل: (مرَّ، فَهَّمَ)، يكتب عروضيا هكذا: مَرْرَ، فَهْهَمَ، وإذا وقع الحرف المشدد آخر الروي المقيد (الساكن) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند علماء العروض والقافية، مثل: (استمرّْ) إذا وقع نهاية الشطر الثاني، تكتب عروضيا هكذا: استمرْ.
ملاحظة: الحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع، بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).
* زيادة حرف الواو في بعض الأسماء، مثل: (طاوس، دَاود)، تكتب عروضيا هكذا: دَاوُوْد، طَاوُوْس.
* زيادة الألف في المواضع الآتية:
‌أ- في بعض أسماء الإشارة، مثل: (هذا، هذه، هذان، هذين، ذلك، ذلكما، ذلكم)، تكتب عروضيا هكذا: هاذا، هاذه، هاذان، هاذين، ذالك، ذالكما، ذالكم.
ب- في لفظ الجلالة (الله، الرحمن، إله)، تكتب عروضيا هكذا: اللاه، اَرْرحمان، إلاه.
ج- في (لكنْ) المخففة، والمشددة (لكنَّ)، تكتب عروضيا هكذا: لاكنْ، لاكنْنَ.
‌د- في لفظ (طه)، تكتب عروضيا هكذا: طاها.
* أولئك، تكتب عروضيا هكذا: ألائك.
* إشباع حركة حرف الروي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي، مثل: أن يكون آخر الشطر (الحكمُ، كتابا، القمرِ)، تكتب عروضيا هكذا: (الحكمو، كتابا، القَمَرِيْ).
* تشبع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر، وميم الجمع إن لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري، أو التقاء ساكنين، مثل: لهُ، بهِ، لكمُ، بكمُ، تكتب عروضيا هكذا: لهُوْ، بهِي، لكمُوْ، بكُمُوْ.
* كاف المخاطب أو المخاطبة، ونون الرفع في الفعل المضارع، ونون جمع المذكر السالم، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين، مثل: كلامكَ، كلامُكِ، يسمعانِ، يسمعونَ، تسمعينَ، مسلمونَ، مسلمينَ، قُمْتَ، قمتُ، قمتِ، تكتب عروضيا هكذا: كلامكَاْ، كلامكِيْ، يسمعانيِْ، يسمعونَاْ، تسمعينَا، مسلمونَا، مسلمينَا، قُمْتَاْ، قمتُوْ، قمتِيْ.
* الهمزة الممدودة تكتب همزة مفتوحة بعدها ألف، مثل: آمن، قرآن، تكتب عروضيا هكذا: أَاْمَنَ، قرْأَاْن .

ثانيا: الأحرف التي تحذف:
* همزة الوصل إذا وقعت في درج الكلام، سواءٌ أكانت الكلمة التي هي فيها سماعية أم قياسية، مثل: فاستمعَ، وافهمْ، واستماعٌ، وابنٌ، واثنان، واسمٌ، تكتب عروضيا هكذا: فَسْتَمَعَ، وَفْهَمْ، وَسْتِماعُنْ، وَبْنُنْ، وَثْنانِ، وَسْمُنْ. فإن وقعت في أول الكلام ثبتت لفظا وخطا، مثل: استمعَ، افهمْ، استماعٌ، ابنٌ، اثنان، اسم، تكتب عروضيا هكذا: اِسْتمعَ، اِفْهمْ، اِسْتماعُنْ، اِبْنُنْ، اِثنانِ، اِسْمُنْ.
* ألف الوصل مع (أَلْ) المعرفة إذا وقعت في درج الكلام، فإن كانت (أل) قمرية حذفت الهمزة فقط وبقيت اللام ساكنة، مثل: والكتاب، فالعلم، تكتب عروضيا هكذا: وَلْكتاب، فَلْعِلْم. وإن كانت شمسية حذفت الألف وشدد الحرف الذي بعدها، مثل: والصِّدْق، والشَّمس، تكتب عروضيا هكذا: وصْصِدْق، وَشْشَمْس.
* تحذف ألف الوصل من لام التعريف إذا وقعت بعد لام الابتداء أو بعد لام الجر، مثل: لَلْعِلْمُ، لِلْعِلْمِ، لَلصِّدْقُ، لِلصِّدْقِ، تكتب عروضيا هكذا: لَلْعِلْمُ، لِلْعِلْمِ، لَصْصِدْقُ، لِصْصِدْقِ.
* تحذف واو (عمرو) في الرفع والجر، مثل: حضر عَمْرٌو، ذهبت إلى عَمْرٍو، تكتب عروضيا هكذا: حضر عَمْرُنْ، ذهبث إلى عَمْرِنْ.
* تحذف الألف والواو والياء الساكنتين من أواخر الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها ساكن، مثل: أتى المظلوم إلى القاضي فأنصفه قاضي العدل، تكتب عروضيا هكذا: أتَ لْمظلوم إلَ لْقاضي فأنصفه قاضِ لْعدل. فإن وليها متحرك لم يحذف شيء منها، مثل: أتى مظلوم إلى قاضي عدل فأنصفه، تكتب عروضيا هكذا: أتى مظلومُنْ إلى قاضيْ عدلِنْ فأنصفه .
* تحذف الألف الفارقة من أواخر الأفعال بعد واو الجماعة في الفعل الماضي، والأمر، والمضارع المنصوب والمجزوم، مثل: رجعوا، ارجعوا، لن يرجعوا، لم يرجعوا، تكتب عروضيا هكذا: رجعو، ارجعو، لن يرجعو، لم يرجعو.
* تحذف الألف، والواو الزائدتين من: مائة، أنا، أولو، أولات، أولئك.
* تحذف الألف الأخيرة من الأدوات والحروف والأسماء الآتية إذا وليها ساكن: إذا، لماذا، هذا، كذا، إلا، ما، إذما، حاشا، خلا، عدا، كلا، لما.




الدرس الثامن


البحور وتفعيلاتها

البحور: هي الأوزان الشعرية أو الإيقاعات الموسيقية المختلفة للشعر العربي، وسمي البحر بهذا الاسم؛ لأنه أشبه البحر الذي لا يتناهى بما يُغترف منه في كونه يوزن به ما لا يتناهى من الشعر.
وهذه الإيقاعات الموسيقية الشعرية اعتمدها الشعراء، فألفتها الآذان، وطربت لها النفوس، فاعتمدها الشعراء طوال قرون عدة. حتى جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، فاستخرج صورها الموسيقية وسكبها في قوالب سماها بحورا، وأعطى كل بحر منها اسما خاصا مازال يعرف به حتى يومنا هذا.
والبحور التي استخرجها الخليل خمسة عشر وزنا هي لكل البحور المعروفة اليوم ما عدا بحر المتدارك الذي وضعه تلميذه الأخفش.
والنهج الذي انتهجه الخليل في وضع بحوره ينطلق من كون الكلمات في العربية مؤلفة من متحركات فساكنات، وهذه تحسب وفق النطق بها لا حسب كتابتها، فكل ما لا ينطق به يسقط في الوزن ولو كان مكتوبا والعكس بالعكس كما عرفنا ذلك في الكتابة العروضية.
وهذه المتحركات والساكنات تجتمع زمرا في مجموعات سماها تفاعيل وهي عشر كما علمنا.
والبحور الشعرية تختلف في عدد تفعيلاتها على ثلاثة أقسام :
(1) منها ما يتكون من أربع تفعيلات في كل شطر وهي: الطَّوِيْل، البسيط، المتقارب، المتدارك.
(2) منها ما يتكون من ثلاث تفعيلات في كل شطر وهي: المديد، الوافر، الكامل، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف.
(3) منها ما يتكون من تفعيلتين في كل شطر وهي: الهزج، المضارع، المقتضب، المجتث.



الدرس التاسع

[color][font]
تقطيع الشعر



تقطيع الشعر هو: وزن كلمات بيت الشعر بما يقابلها من تفعيلات؛ لمعرفة صحة الوزن أو انكساره، ويراعى في التقطيع اللفظ دون الخط. فالتقطيع تفكيك البيت من الشعر إلى أجزاء ووضع تحت كل جزء ما يناسبه من التفعيلات العروضية. والتقطيع العروضي يرتكز على إتقان الإيقاع الصوتي للتفعيلات؛ إذ لكل تفعيلة إيقاعها الموسيقي الخاص، فللتفعيلة (فَعُوْلُنْ) إيقاعها، وللتفعيلة (فَاْعِلاتُنْ) إيقاعها ... ومتى أتقن الدارس الإيقاع الموسيقي للتفعيلات سهل عليه التقطيع العروضي للبيت.
فائدته:
(1) إعانة الدارس على معرفة نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت.
(2) التعرف على وزن القصيدة ومدى مطابقة هذا الوزن للأوزان العربية.
طريقته:
إذا أردت تقطيع بيت من الشعر فعليك أن تتبع هذه الخطوات المتبعة في تقطيع البيت الآتي حتى تصل إلى الإجابة الصحيحة:



 دروس أساسية في علم العروض  111111mp

توضيح الخطوات:


الخطوة الأولى:
نقل البيت إلى كراسة الإجابة، مع ملاحظة ما فيه من ضبط للشكل، ثم قراءة البيت قراءة واعية متأنية؛ ليتضح من خلالها الحروف التي تنطق والتي لا تنطق، والحروف المشددة، والكلمات المنونة، وما يحذف أو يحرك لالتقاء الساكنين. ومحاولة التعرف أثناء هذه القراءة على بحر هذا البيت من خلال نغمة تفاعيله، ومما يساعد على اكتشاف البحر مساعدة واضحة حفظُ ضوابط البحور وترديدها فهي تعد المفتاح لكل بحر.
الخطوة الثانية:
كتابة البيت كتابة عروضية، وهذا يستلزم الإلمام بقواعد الكتابة العروضية ودراستها دراسة دقيقة؛ لأن الخطأ في هذه الخطوة يتسبب عنه سريان الخطأ إلى الخطوات اللاحقة.
الخطوة الثالثة:
أخذ قطعة من البيت ثم ترديدها منغمة على موسيقى تفعيلة من التفعيلات الأولى التي تبتدئ بها البحور، ومطابقتها على نغمة هذه التفعيلة، فإذا تم التطابق في النغمة الموسيقية بين كلام الشاعر والتفعيلة الأولى لبحر من البحور كانت هذه الخطوة صحيحة، ثم اختيار قطعة أخرى والعمل معها مثلما عُملَ مع القطعة السابقة مع ملاحظة وضع فاصل بين تلك القطع حتى لا تتداخل. فإذا تم ذلك كان التقطيع صحيحا، وبذلك انكشف البحر الذي جاء البيت على وزنه. ثم إكمال البيت على هذه الطريقة.
الخطوة الرابعة:
وضع الرموز تحت كل قطعة، بحيث يُجعلُ تحت الحرف المتحرك (مضموما كان أو مفتوحا أو مكسورا) هذا الرمز [ ا ]، ويُجعل تحت الحرف الساكن الصحيح أو حرف المد أو أولِ حَرْفَيْ المشدد هذا الرمز [ _ ]. مع ملاحظة أن البيت لا يُبتدأُ بساكن ولا يوقف على متحرك، وملاحظة أنه لا يتوالى في البيت خمسة متحركات هكذا [ ا ا ا ا ا ]، ومع ملاحظة أنه لا يلتقي ساكنان في حشو البيت، وإذا وقع ذلك فإنه لابد من التخلص من ذلك إما بالتحريك أو الحذف.
الخطوة الخامسة:
اختيار التفعيلة المناسبة لكل قطعة، المتمشية مع النغمة الموسيقية للبيت، مع ملاحظة أن التفعيلة المختارة قد لا تأتي سليمة، مثل التفعيلة (فَعُوْلُنْ) أو (مَفَاْعِيْلُنْ) بل قد يعتريها زحاف إن كانت حشوا أو يعتريها زحاف أو علة إن كانت عروضا أو ضربا. وهذا يوجب على الطالب الإحاطة بالزحافات والعلل وحفظها وضبطها حتى لا يقع في حيرة من أمره.
الخطوة السادسة:
كتابة اسم البحر بعد أن تبين لك من خلال الخطوات السابقة، فإن كان البحر ليس له إلا استعمال واحد فقط كأن يستعمل تاما فقط أو مجزوءا فقط فإنه يكفي أن يقال: هذا البيت من البحر الطويل، أو من البحر المديد. وإن كان له أكثر من استعمال وجب أن نبين نوع استعماله هنا، فيقال: هذا البيت من بحر الرجز المجزوء وهكذا.
الخطوة السابعة:
ذكر عروض البيت موضحا فيه استعمالها وذكر ما فيها من علة أو زحاف لازم إن وجدا، فإن لم يوجد شيء من ذلك أو وجد فيها زحاف غير لازم وصفت بالصحة مثال ذلك:
أ- إذا كان البيت من البحر الكامل وكان تاما ودخل العروض الْحَذَذُ قيل: عروضه تامة حذاء.
ب- إذا لم يصب التفعيلة زحاف أوعلة قيل: تامة صحيحة.
ج- إذا أصاب التفعيلة زحاف غير جار مجرى العلة، أو علة جارية مجرى الزحاف كالإضمار مثلا، قيل: تامة صحيحة دخلها الإضمار من غير لزوم.

د- إن كانت مضمرة مع الحذذ لم يشر إلى ذلك؛ لأنه زحاف غير لازم، ومثله العلة الجارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم، بل يكفي أن يقال: دخلها الإضمار من غير لزوم.

الخطوة الثامنة:

ذكر ضرب البيت ويعمل معه مثلُ ماعُمل مع العروض إلا أنه لا يذكر معه تمام أو جزء ... مع ملاحظة أن الضرب مذكر، والعروض مؤنثة فلينتبه لذلك عند التعبير عنهما.

الخطوة التاسعة:

ذكر ما دخل الحشو من تغيير، فيقال دخل التفعيلة الأولى الخبن مثلا، ودخل التفعيلة الخامسة العصب وهكذا، فإن لم يصب الحشو تغيير قيل: الحشو سليم. فتفاعيل الحشو توصف بالسلامة، والعروض والضرب يوصفان بالصحة.


[/font][/color]
الدرس العاشر
[color][font]

البحــــور الشعريــــــــة
1- البحر الطويل

دائرة البحر الطَّوِيْل :

هو من دائرة الُمُخْتَلِف التي تضم ثلاثة أبحر مستعملة وهي : الطَّوِيْل والمَدِيْد والْبَسِيْط ، وبحرين مهملين هما :المستطيل أو الوسيط ، والممتد أوالوسيم ،وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاختلاف أجزائها بين خماسية ( فَعُوْلُنْ ) ، و( فَاْعِلُنْ ) ، و سباعية ( مَفَاْعِيْلُنْ ) ، و ( مُسْتَفْعِلُنْ ) .
وزن البحر الطَّوِيْل بحسب الدائرة العروضية :



فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ***فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ



استعمال البحر الطَّوِيْل:

لايستعمل هذا البحر إلا تاما وجوبا .

ضابط البحر الطَّوِيْل :


فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِلُ*** طَويلٌ لَهُ دُونَ البُحورِِ فضائل


سبب تسمية البحر الطَّوِيْل بهذا الاسم :

سُمِّي َهذا البحر بهذا الاسم ؛لأنه طال بتمام أجزائه ؛ فهو لايستعمل مجزوءًا ولامشطورا ولامنهوكا ، وقيل : لأن عدد حروفه يبلغ ثمانية وأربعين حرفا في حالة التصريع ، أي في حال كون العروض والضرب من الوزن والقافية نفسها ، وليس بين البحور الأخرى واحد على هذا النمط .

أعاريض البحر الطَّوِيْل وأضربه مع التمثيل :

للبحر الطَّوِيْل عروض واحدة وثلاثة أضرب :
عَرُوْضه تامة مَقْبُوضَة [ قبضها واجب ، وهو زحاف جارٍ مجرى العلة ] ولها ثلاثة أضرب :



 دروس أساسية في علم العروض  010203f





ملخص الزحافات والعلل في البحر الطَّوِيْل :

يجوز في حشو الطَّوِيْل :
(1) الْكَفّ ( حذف السابع الساكن ) فتصبح به ( مَفَاْعِيْلُنْ ) : ( مَفَاْعِيْلُ ) .
(2) الْقَبْض ( حذف الخامس الساكن ) فتصبح به ( مَفَاْعِيْلُنْ) : ( مَفَاْعِلُنْ ) ، وتصبح
( فَعُوْلُنْ ) Sad فَعُوْلُ ) . ولايجوز اجتماع الكف والقبض في ( مَفَاْعِيْلُنْ ) . و الْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا ، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق .
(3) الْخَرْم ( حذف أول الوتد المجموع أول التفعيلة ) وذلك في تفعيلته الأولى ( فَعُوْلُنْ ) فإن كانت سالمة أصبحت ( عُوْلُنْ ) ويُسَمَّى هذا ثَلْمًا ، وإن كانت مَقْبُوضَة صارت ( عُوْلُ ) ويُسَمَّى ثَرْمًا .
أما العروض والضرب : فالْقَبْض واجب في عَرُوْضه وهو زحاف جارٍ مجرى العلة في لزومه ، ويمتنع الْكَفّ في (مَفَاْعِيْلُنْ ) وفي ( مَفَاْعِلُنْ ) ، ويمتنع الْقَبْض في ( فَعُوْلُنْ ) إذا وقعن ضروبا تحاشيا للوقوف على حركة قصيرة .
تنبيه : لاتأتي عروض الطويل سالمة ( مَفَاْعِيْلُنْ ) إلا عند التصريع فتكون سالمة مع التصريع ومقبوضة حيث لاتصريع .
ما التصريع ؟ : هو إلحاق العروض بالضرب في زيادة أونقصان ، ولا يلتزم . وغالبا ما يكون في البيت الأول ؛ وذلك ليدل على أن صاحبه مبتدئ إما قصةً أوقصيدة ، والتصريع يقع في جميع البحور ، ويبتدأ به في مطلع القصيدة ، ولا يلتزم إلا إذا قسَّم الشاعر قصيدته إلى موضوعات وأفكار ، فيجوزله عند ذلك أن يبدأ كل فكرة تحتوي على مجموعة من الأبيات ببيت مصرع شريطة أن تكون القصيدة متحدة البحر والروي ،
ماسببه:وسببه هو مبادرة الشاعر القافية ؛ ليعلم من أول وهلة أنه آخذ في كلام موزون غير منثور ولذلك وقع في أول الشعر .
مثاله : من الزيادة قول أبي فراس الحمْداني[ من البحر الطويل]:

أّراكَ عَصِيَّ الدمع شيمتُكَ الصبرُ***أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ


ومن النقص قول امرئ القيس [من البحر الطويل ] :

أَجارتنا إن الخطوب تنوبُ***وإني مقيم ما أقام عسيبُ


جدول تلخيصي للبحر الطَّوِيْل :


 دروس أساسية في علم العروض  020504

[/font][/color]
الدرس الحادي عشر
[color][font]

البحــــور الشعريــــــــة

2 - البحر المديـــــد
دائرة البحر المديد :

هو من دائرة الُمُخْتَلِف التي تضم ثلاثة أبحر مستعملة وهي : الطَّوِيْل والمَدِيْد والْبَسِيْط ، وبحرين مهملين هما :المستطيل أو الوسيط ، والممتد أوالوسيم ،وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاختلاف أجزائها بين خماسية ( فَعُوْلُنْ ) ، و( فَاْعِلُنْ ) ، و سباعية ( مَفَاْعِيْلُنْ ) ، و ( مُسْتَفْعِلُنْ ) .
وزن البحر المديد بحسب الدائرة العروضية :



فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن *** فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن


استعمال البحر المديد:

يستعمل البحر المَدِيْد مجزوءا وجوبا ، وندر مجيئه مشطورا .

ضابط البحر المدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daifi.yoo7.com
مصطفى بن الحاج 1
مشرف عام
مشرف عام



عدد الرسائل : 1200
العمر : 54
المنطقة : تيارت
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

 دروس أساسية في علم العروض  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس أساسية في علم العروض     دروس أساسية في علم العروض  I_icon_minitimeالخميس 20 فبراير 2014 - 0:05

البحــــور الشعريــــــــة

2 - البحر المديـــــد
دائرة البحر المديد :

هو من دائرة الُمُخْتَلِف التي تضم ثلاثة أبحر مستعملة وهي : الطَّوِيْل والمَدِيْد والْبَسِيْط ، وبحرين مهملين هما :المستطيل أو الوسيط ، والممتد أوالوسيم ،وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاختلاف أجزائها بين خماسية ( فَعُوْلُنْ ) ، و( فَاْعِلُنْ ) ، و سباعية ( مَفَاْعِيْلُنْ ) ، و ( مُسْتَفْعِلُنْ ) .
وزن البحر المديد بحسب الدائرة العروضية :


فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن *** فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن







استعمال البحر المديد:
يستعمل البحر المَدِيْد مجزوءا وجوبا ، وندر مجيئه مشطورا .

ضابط البحر المديد :


فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلاتُ *** لِمَدِيدِ الشِّعْر عِنْدي صِفاتُ




سبب تسمية البحر المديد بهذا الإسم :


سُمِّيَ مديدا ؛لأن الأسباب امتدت في أجزائه السباعية ، فصار أحدهما في أول الجزء ، والآخر في آخره . فلما امتدت الأسباب في أجزائه سُمِّيَ مديدا .

أعاريض البحر المديد وأضربه:

للمديد أربع أعاريض وسبعة أضرب :

(1) عَرُوْضه الأولى مجزوءة صَحِيحَة ( ويجوز في هذه العروض الْخَبْن ، والكف ، والشكل ) ولها ضرب مِثْلُهَا ( ويمتنع فيه الكف والشكل حتى لانقف على حركة قصيرة ) مثل :
مَنْ يُحِبَّ الْعِزَّ يَدْأّبْ إلَيْهِ ***وَكَذَا مَنْ طَلَبَ الدُّرَّ غَاصَا




(2) عَرُوْضه الثانية مجزوءة محذوفة ولها ثلاثة أضرب :

أ-مِثْلُهَا ( ويمتنع الْخَبْن في هذا الضرب ) : مثل :
فَالْهَوى لِيْ قَدَرٌ غَالبٌ ***كَيْفَ أَعْصِيْ الْقَدَرَ الْغَالِبا



ب-مقصور: مثل :
لايَغُرَّنَّ امرأً عَيْشُهُ***كُلُّ عَيْشٍ صَائِرٌ لِلزَّوَاْلْ
ُ


ج-أبتر ( ويمتنع الْخَبْن في هذه العروض ؛ حتى لاتلتبس بالعروض الثالثة ) : مثل :

إِنَّ صَرْفَ الدَّهْرِ ذُوْ رِيْبَةٍ***رُبَّمَا يَأْتِيْكَ بِالْهَوْلِ




 دروس أساسية في علم العروض  Wol_errorنقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
 دروس أساسية في علم العروض  53952222
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات القلعة سات لكل العرب و المسلمين دروس في علم العروض


(
3) مجزوءة محذوفة مخبونة ولها ضربان :

أ-مِثْلُهَا : مثل :
خَلِّ عَقْلِيْ يا مُسَفِّهَهُ***إِنَّ عَقْلِيْ لَسْتُ أَتَّهِمُهْ



 دروس أساسية في علم العروض  Wol_errorنقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
 دروس أساسية في علم العروض  78410413


ب-أبتر : مثل :
كُلُّ شَخْصٍ لَسْتَ تَعْرِفُهُ***كَكِتَابٍ لَسْتَ قَارِيْهِ


 دروس أساسية في علم العروض  Wol_errorنقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
 دروس أساسية في علم العروض  96420249


(4) مشطورة صَحِيحَة ، وضربها مِثْلُهَا :
أَمَرِيْضٌ لَمْ تُعَدْ***أَمْ عَدُوٌّ خَتَلَكْ




ملخص الزحافات والعلل في البحر المديد :


يجوز في حشو المديد :

(1) الْخَبْن ( حذف الثاني الساكن ) فتصبح به ( فَاْعِلاتُنْ ) : ( فَعِلاتُنْ ) ،وتصبح
( فَاْعِلُنْ )  دروس أساسية في علم العروض  Frownفَعِلُنْ ) .


(2) الْكَفّ ( حذف السابع الساكن ) ، و به تصبح ( فَاْعِلاتُنْ )  دروس أساسية في علم العروض  Frownفَاْعِلاتُ ) .

(3) الشَّكْل ( حذف الثاني والسابع الساكنين ) و به تصبح ( فَاْعِلاتُنْ )  دروس أساسية في علم العروض  Frownفَعِلاتُ ) .

وتجري هذه الزحافات وفق قاعدة المعاقبة فإذا دخل الْخَبْن تفعيلة منه ، سلمت التي قبلها من الْكَفّ، وإذا دخلها الْكَفّ سلمت التي بعدها من الْخَبْن، وإذا دخلها الشَّكْل سلمت التفعيلة التي قبلها من الْكَفّ ، والتي بعدها من الْخَبْن .

جدول تلخيصي للبحر المديد:



 دروس أساسية في علم العروض  98395192
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daifi.yoo7.com
 
دروس أساسية في علم العروض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حدائق اللغات والعلوم الإنسانية :: منتديات اللغة العربية و آدابها :: منتدى البلاغــــة والعروض-
انتقل الى: