في البداية، تكون تجربة التعلم الجديدة ممتعة ويشعر المتعلم بالحماسة و الدافعية، لكن سرعان ما يتبدد هذا الإحساس ليحل محله شعور بالإحباط ناتج عن إدراك المتعلم للفجوة بين النتائج المرجوة و بين ما هو قادر على تحقيقه فعليا. هذا الشعور المحبط أو ما يسمى
بالحاجز النفسي للتعلم، هو الذي يؤدي بالشخص إلى الانسحاب من تجربة التعلم قبل إتمامها.
نفس الفكرة يوضحها الكاتب
جوش كوفمان Josh Kaufman في كتابه :
The first 20 Hours: How to learn anything fast بقوله: { عقولنا تميل إلى التصديق بأن ما نعتبره حقائق و مسلمات في الوقت الراهن، سيستمر كذلك في المستقبل.}
إن العائق الحقيقي أمام اكتساب كفايات ذات صبغة تقنية ليس بالضرورة ذو طبيعة تقنية، لكنه بالدرجة الأولى عائق نفسي ناتج عن الرغبة في التخلص من الشعور بعدم الارتياح المرافق لمرحلة بناء التعلمات. لذلك فكل تعليم الكتروني فعال، لابد أن يأخذ بعين الاعتبار البعد النفسي لهذه المرحلة.
2- 3 طرق فعالة لتجاوز الحواجز النفسية للتعلم الإلكتروني
1- التحديد السليم للتوقعات
رغبة في تسويق منتوجهم التعليمي، يلجأ أصحاب
المنصات التعليمية إلى إيهام الناس بأن منتوجهم الإلكتروني لا يتطلب مجهودا استثنائيا، أو حيزا مهما من أوقاتهم. غير أن هذه السياسة التسويقية، غالبا ما تكون لها نتائج عكسية حين يبدأ المستفيدون في اختبار الصعوبات المرافقة للتعلم، أو حين يبدأ الحاجز النفسي بالتشكل. و تفاديا للوقوع في هذا الموقف، يجب وضع المتعلم في الصورة، ليدرك ما هو مقبل عليه من إحساس بعدم الارتياح و الإحباط خلال المرحلة الأولى من مراحل التعلم الإلكتروني، و يعتبره إحساسا طبيعيا و ليس بالضرورة مرادفا للفشل.
كل من جرب ألعاب الفيديو من قبل، يعلم جيدا عدم وجود كلمة الفشل في قاموس اللعب، فاللاعب يتمتع بعدد لا حصر له من الفرص إلى غاية التمكن من اللعبة و تحقيق النجاح.
إن إدماج مبادئ اللعب في مخططات التعليم الالكتروني، سيجعل المستفيدين يشعرون بالتحدي و يقوي رغبتهم في الوصول إلى المراحل النهائية، تماما كما في ألعاب الفيديو. فكلنا نعلم أن الألعاب كلما ازدادت صعوبة إلا و ازدادت رغبة الشخص في ممارستها عكس المواد و الاختبارات الدراسية.
3- خلق الحافزية لدى المتعلم
يميل الناس إلى تحمل أعباء التعلم مهما كانت طبيعتها شريطة أن يكون لذلك وقع إيجابي على حياتهم. و بناء على ذلك، و لإنجاح التعليم الإلكتروني وضمان استمرار المتعلمين إلى نهاية
الدروس الإلكترونية المفتوحة، يجب على المدرب أو المدرس تحفيز المتعلمين بتذكيرهم بالآثار الإيجابية لهذه الأخيرة على مختلف مجالات حياتهم الشخصية، و ذلك خلال جميع مراحل الدورة التكوينية.
إن التخطيط الجيد للبرنامج التعليمي الإلكتروني، و التصميم المشوق للمحتوى، و الذي يأخذ بعين الاعتبار البعد النفسي، كلها أشياء كفيلة بجعل التعليم الإلكتروني أكثر فاعلية و سهولة، و دفع المزيد من الأشخاص إلى الانخراط الإيجابي في مسيرة التطور التكنولوجي والاستفادة من الإمكانات الهائلة المتاحة في هذا المجال.