عدد الرسائل : 6067 العمر : 60 المنطقة : السوقر ولاية تيارت المهنة /مكان العمل : أستاذ اللغة العربية و آدابها/ثانوية قاديري خالد تاريخ التسجيل : 27/04/2008
موضوع: بحور الشعر الحر / 5- الخبب - و البحور المركبة الجمعة 28 نوفمبر 2008 - 23:17
بحور الشعر الحر 5- الخبب 6- البحور المركبة ب - الخبب 1- هذا النوع من المتدارك مبني على (فعلن) المكونة من سبب ثقيل متبوع بسبب خفيف. 2- تأتي التفعيلة في البيت على أحد الشكلين: فعَلن، فعْلن والتفعيلة الثانية ناتجة عن الأولى بإسكان الحرف الثاني وهو ثاني السبب الثقيل وهذا التحويل ما هو إلا الإضمارُ عند العروضيين. وتأتي، أحياناً، التفعيلة ُ على الشكل (فاعل) وهو نادر عند غالب الشعراء. 3- في نهاية البيت قد يُضاف إلى التفعيلة ساكن فتصبح (فَعَلان) أو (فعْلان)، كما يُضاف أحياناً إلى آخرها سبب خفيف فتصير (فَعِلاتن) أو (فعْلاتن). 4- أمثلة: (أ) من ديوان مظفر النواب: ((وتريات ليلية)) نورد هذه الأبيات: أبحث في طرقات مدينتكم عن وجه يعرفني أبكي في طرقات مدينتكم عن وجه يعرف حزني يعرف ماذا في وطني أندب كـ البوم المجروح على جدران الليل والبارحة اشتقت ومرت في قلبي كلُّ خرائبها تبكي يا مدن الناس! مدينتنا تبكي فاعل فاعل فاعل فعْلن فعلن فاعل فعْـ لن فعلن فَعلن فعَلن فعْلن فعْلن فعلن فعـ لن فعلن فعْلن فعلن فاعلن فعْلن فعَلن فاعل فعلن فعْلن فعلن فعْلن فعلن فاعـ ــل فعْلن فعْلن فعْلن فعلن فعلن فعْلن فاعل فعْلن فـ ــعلن فعلن فعْلن.
نرى من خلال هذه المقطوعة أن الشاعر استعمل الأشكال الثلاثة للتفعيلة: فَعَلن، فعْلن، فاعِلُ. وبإمكان القارئ أن يلاحظ أن عدد الحروف ثابت في التفعيلة وأن هذه التفعيلة قد تحتوي على سببين خفيفين أو سبب خفيف وسبب ثقيل ولكن السببين الثقيلين لا يردان معا في نفس التفعيلة. (ب) ومن قصيدة سميح القاسم ((أعلنها)) نورد هذه الأبيات: ما دامت لي من أرضي أشبار! ما دامت لي زيتونه... ليمونه...! بئر.. وشجيرة صبَّارْ... ما دامت لي ذكرى مكتبة صغرى صورة جدٍّ مرحوم... وجدارْ ما دامت في بلدي كلماتٌ عَرَبِيَّه... وأغان ٍ شعبيه! فعْلن فعْلن فعْلن فعْلاتان فعْلن فعَلن فعْلاتن فعْلاتن فعَلن فعلن فعلاتان فعَلن فعَلن فعَلن فاعل فعْلن فعْـ ــلن فعْلن فعَلن فعْلن فعلان فعْلن فعْلن فعلن فعلن فعلن فاعل فعْلن فعلن فعْلن فعْلن نرى أن الشاعر استعمل، بصفة اعتيادية، الشكلين: فعَلن، فعْلن. أما (فاعِلُ) فإنه لم يستعمله إلا مرتين. وفي آخر الأبيات نراه يُضيف إلى التفعيلة، أحياناً، سبباً خفيفاً وأحياناً ساكناً.د
- البحور المركبة في الشعر الحر
لم تُستعمل البحور المركبة في الشعر الحر إلا نادراً، وذلك لأسباب إيقاعية سنعرضها في دراسة لاحقة. وكمثال لبحر مركب نورد هذه الأبيات من قصيدة ليوسف الخال عنوانها ((دعاء)) وهي من الخفيف: وأدرنا وجوهنا: كانتِ الشمسُ غباراً على السنابكِ، والأُفـْق شراعاً محطماً، كان تموزُ جراحاً على العيون وعيسى صورة في الكتاب فعلاتن مفاع لن فاعلاتن فـ ــعلاتن مفاع لن فعلاتن فـ ــعلاتن مفاع لن فاعلاتن فـ ــعلاتن مفاع لن فعلاتن فاعلاتن مفاع... ونرى أن التفاعيل دخلها ما يدخل تفاعيل الخفيف في الشعر العمودي من زحافات استساغها الشعراء. ولمحمود درويش قصيدة حرة من الخفيف عنوانها: ((قال المغني)) : هَكَذَا يَكْبُرُ الشَّجَرْ ويذوب الحصى.. رويدا رويدا من خرير النَّهر المغني على طريق المدينة ساحر اللحن... كالسَّهرْ قال للريح في ضجرْ - دمريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يَدَّعِي القَدَرْ فاعلاتن مفاع لن فعلاتن مفا ع لن فاعلاتن فاعلاتن فعل فاعلاتن مفاع لن فاعلاتن فاعلاتن مفاع لن فاعلاتن مفاع لن فاعلاتن مستفع لن فعلاتن فاعلاتن مفاعلن
لو رجعنا إلى قصيدة يوسف الخال وحللناها كلها لرأينا أن الشاعر التزم فيها التسلسل: (فاعلاتن مستفع فاعلاتن) بينما نرى درويش لا يتقيد بهذا التسلسل ويكتفي أحياناً بـ(فاعلاتن مستفع لن) فتصبح بعض أبياته من مجزوء الخفيف. ويعسر أحياناً بعد التغيير غير المتوقع، استيعاب الوزن من طرف السامع: وهذا أحد الأسباب في رأينا لنفور شعراء القصيدة الحرة من البحور المركبة.